.jpg "الواشنطن بوست: مزاعم قرصنة روسيا الإلكترونية على الحزب الديمقراطى الأمريكى محاولة من الكرملين لإضعاف الغرب.. بوتين يستغل أزمة المهاجرين لإضعاف الاتحاد الأوروبى.. وخبراء: السياسات الروسية قليلا ما تنجح")
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرا يرصد الاتهام الأمريكى الأخير لروسيا بشنها هجوما إلكترونيا استهدف أجهزة كمبيوتر الحزب الديمقراطى الأمريكى، مشيرا إلى أن مزاعم قرصنة روسيا للحزب الديمقراطى هى إحدى الأساليب التى يمارسها الكرملين منذ فترة فى القارة الأوروبية العجوز.
روسيا تمارس ضغطا على الغرب
وأضاف التقرير أن روسيا تمارس ضغطها على الغرب منذ ما يقارب العقد مستغلة نفوذها المتمثل فى تصدير 30% من احتياجات أوروبا من الغاز، إلى جانب تمويلها لأحزاب أوروبية ذات أجندة يمينية متطرفة تسعى إلى الخروج من الاتحاد الأوروبى، وكان رفض هولندا فى استفتاء شهر أبريل الماضى لاتفاقية الاتحاد الأوروبى التجارية مع أوكرانيا إحدى ثمار تحركات روسيا السياسية فى القارة العجوز.
وكانت هولندا قد عارضت اتفاقية التجارة التى اقترحها الاتحاد الأوروبى مع أوكرانيا المتورطة فى صراع عسكرى مع روسيا بسبب أزمة جزيرة القرم، وأبدى بعض ساستها اعتراض على سياسة الاتحاد الأوروبى مع روسيا، وفرضه عقوبات عليها.
وتحاول روسيا أيضا ممارسة ضغوطها فى أمريكا من خلال إظهار دعمها لمرشح الحزب الجمهورى "دونالد ترامب"، وذلك بعد إبداء الأخير أرائه التى تعبر عن عدم احتياجه للاتحاد الأوروبى، أو تشككه فى التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتحالف الناتو.
وسلط التقرير الضوء على استغلال روسيا لأزمة المهاجرين داخل أوروبا، ليدعم أحزاب رافضة لاستقبال المهاجرين، ويؤجج معارضتها لسياسات الاتحاد الأوروبى، ليطالب بعضها بالخروج منه مثلما حدث فى بريطانيا.
روسيا تستغل الأحداث لمصلحتها
ويقول التقرير نقلا عن محللين أن روسيا لا تخلق تلك الاضطرابات ولكنها تستغل كل حدث بشكل يتوافق مع مصالحها، مثل محاولة رفع العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليها من قبل الكتلة الغربية بعد سيطرتها على جزيرة القرم.
وأشار التقرير إلى الخبر الذى نشرته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" منذ شهور عن تعرض مواطنة ألمانية- روسية لاغتصاب جماعى من قبل مهاجرين فى ألمانيا، متهمة الحكومة الألمانية بالتستر على الخبر، مما أجج غضب المواطنين الألمان ذوى الأصول الروسية، صاحبه القلق بين أغلب الدول الأوروبية من المهاجرين، رغم عدم صحة الخبر.
ويرى التقرير نقلا عن خبراء أن السياسات الروسية لا تنجح فى كثير من الأحيان، فالعقوبات الاقتصادية تم تمديدها من قبل قادة الاتحاد الأوروبى، كما أن "ترامب" يواجه تراجع فى مؤشر الانتخابات الأمريكية، وينسحب قادة الحزب الجمهورى من عملية دعمه كلما وجه مديحا للرئيس الروسى "فلاديمير بوتين"، لكن تلك الاخفاقات لم توقف روسيا عن سعيها لفرض نفوذها بين دول الغرب.
