عادل السنهورى

حديث المصارحة والمكاشفة للرئيس

الأحد، 14 أغسطس 2016 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن المناسبة هى افتتاح أكبر مجمع للبتروكيماويات فى الشرق الأوسط باستثمارات 2 مليار دولار تقريبا ودخول مصر بقوة، فإن الرئيس السيسى أراد أن تكون المناسبة للمكاشفة والمصارحة، وتقديم كشف حساب مبكر جدا للفترة الرئاسية الأولى للأربع سنوات كاملة.
 
فهل كان هناك ما يستدعى لحديث المصارحة والمكاشفة وسرعة تقديم كشف الحساب لما تم إنجازه، وما سوف يتم الانتهاء منه، فيما تبقى من فترة الرئاسة الأولى للرئيس؟
المصارحة والمكاشفة بدت وكأنها تفاعل رئاسى سريع من حالة «التململ» لدى فئات اجتماعية وسياسية فى الشارع المصرى، على خلفية زيادة أسعار الكهرباء، وزيادة أسعار السلع الغذائية، ومفاوضات صندوق النقد الدولى. فهل كانت هذه هى الأسباب التى دفعت بالرئيس إلى المسارعة بـ«الجلاسنوست» الروسى أى المصارحة والمكاشفة؟
 
بشكل عام الوضوح فى خطابات الرئيس إلى الشعب شىء ضرورى ومهم، سواء كانت ردا على المخاوف المتزايدة من تردى الأوضاع الاقتصادية، أو لطمأنة الرأى العام بأن الأوضاع «تحت السيطرة» والأمل كبير فى عبور الأزمة الخانقة، وتشخيص الوضع بشكل مجرد تماما، على اعتبار أن تشخيص المرض يمثل أكثر من 50% من العلاج.
 
الأرقام قد تبدو مزعجة للغاية وخاصة فى حجم تكلفة الانفاق على الكهرباء سنويا بحوالى 84 مليار جنيه سنويا، وأن الدين العام، الخارجى والداخلى، أصبح يمثل 97% من إجمالى الناتج المحلى، وأن مرتبات الجيش الجرار من موظفى الحكومى ارتفع من 70 أو 80 مليار جنيه إلى حوالى 228 مليارا فى ميزانية الدولة فى أقل من 6 سنوات والدعم أيضا لا يذهب لمستحقيه.
 
هنا المصارحة مطلوبة.. ولكن خبرة العلاقة بين الرئاسة والشعب طوال السنوات الطويلة الماضية تحفز على الخوف من صعوبات قادمة وموجة غلاء أخرى، فهل كان هذا هو القصد والغرض من المصارحة والمكاشفة الرئاسية؟
 
لا أظن أن الرئيس السيسى بحديثه أمس كان يريد بث الخوف فى نفوس المصريين، بل سعى إلى طمأنة المصريين، وتحفيزهم على العمل والإنجاز، ولذلك جاء كشف الحساب متخما بالأمل فى المستقبل القريب عبر مشروعات قومية ضخمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة