جبهة إنقاذ يقودها الأسطورة.. وتحديث الفريق على طريقة مذبحة 1992 الحل لاستعادة الهيبة الحمراء
مطالب بتكرار سيناريو المايسترو والوحش.. وإعلان ترشح رانيا علوانى «كود» والعملية «ارحل يا مجلس الـ5»
دم الأهلى تفرق بين أبنائه.. حل أبوزيد ومساندة العامرى أنقذا الوزير عبدالعزيز من تهمة تدمير الأهلى
ما أشبه الليلة بالبارحة.. جملة هى لسان حال كل الأهلاوية.. ترددت بصوت مكتوم.. بدأ يتحول إلى صرخة خافتة ثم انفجر الوضع كاملاً عقب التعادل المخزى أمام زيسكو الزامبى باستاد الجيش بالسويس.. ليتبخر حلم بطولة الأندية الأفريقية الأبطال.. وحلم الأحلام، العودة لكأس العالم للأندية.
أقطاب الجمعية العمومية.. وجماهير الأهلى.. لم يعد أى منهم يستطيع التغاضى عما يحدث للنادى الكبير من انهيار كامل.. يشبه ضرب المدن العظمى بأسلحة الدمار الشامل!
الكل يتذكر تلك الأيام التى تولى خلالها الكابتن عبده صالح الوحش- رحمه الله- رئاسة مجلس إدارة الأهلى.. وما تلا منتصف ولايته من انهيار كروى.. أعقبه خلل إدارى فى البناء المؤسسى الأحمر كاد أن يعود بالأهلى للوراء بقوة!
لم يشفع وقتها للوحش البدء فى تجهيز أرض فرع مدينة نصر، ولا استرضاء الجمعية بتحسينات فى فرع الجزيرة!
حتى الاتفاق مع محمود الجوهرى، رحمه الله، وقت أن كان مديراً فنياً فى عنفوانه، لم يكفِ الوحش محاولة البقاء.
تلك اللحظات الفارقة.. وقتها دفعت صالح سليم لعمل جبهة ومعه حسن حمدى لإنقاذ الأهلى.. وتم جمع الجمعية لطرح الثقة فى مجلس الوحش دون التقليل من شأن الرجل.. ولا التشكيك فى ذمته المالية ولا نوايا.. فلم تهدر وقتها ملايين فى اختيارات فردية لتعود وتوضع فى الميزانية الحمراء كبضاعة أتلفها هواء الركنة على الدكة!
الأيام التى تكرر نفسها تفرض نفس الواقع الآن.. مع تغيير فى الشخيات!
الخطيب النجم الذى يحظى بتأييد الكل هو الرجل المنتظر لقيادة النادى نحو شاطئ الأمان.. ويراه كل محبى الأهلى «حلاً» يفرض نفسه بقوة.
مجرد طرح الثقة فى مجلس محمود طاهر الملقب بمجلس الـ«5».. سيعطيه طريقاً لخروج آمن.. أمام الجماهير العريضة للنادى العريق وتحتفظ له بصورة طيبة، فالجماهير ترى فى نفسها الشريك المتضامن مع الجمعية.. بل لها حق الإدارة.
الجماهير لا يعنيها وجود فروع للنادى، ولا حمامات سباحة ومطاعم.. ولا حتى مكاسب من المتاجرة بنجوم الكرة رغم أنها سلعة لم تربح مع بيع نجوم يحتاجهم الفريق مثل إيفونا وتريزيجيه.. والتخلى بدون مقابل عن آخرين!
عودة الخطيب أيضاً ستكون بداية مشجعة لعودة الكرة لمن يعى حجمها بالأهلى، وستشجع على تعديل الجهاز وقطاع الناشئين، بل ستغرى نجوماً بحجم أبوتريكة.. وبركات وغيرهما بالعودة للتعاون مع ناديها، وقبلهما فرصة لعودة وائل جمعة مدير الكرة الصلد الذى كانت مغادرته لمكانه مقابل إرضاء حسام غالى بداية النهاية داخل الفريق الأحمر!
منذ رحيل المدير القوى.. بات النجوم يتعاملون من علياء مع الجهاز، بل خشى سيد عبدالحفيظ مدير الكرة على الرغم من خبراته من المساس بالنجوم الكبار فى المقام والسن خشية نفس مصير وائل جمعة!
لم يعد الهروب من اللعب، ولا الخروج عن الآداب، ولا الطرد بسبب العصبية من التهم الكروية التى تستوجب العقاب كما كان يحدث!
بل حتى الخسائر الكروية المذلة، لم يعقبها أى خصم من مستحقات اللاعبين المتعاقدين بمبالغ خيالية جداً.. فأمن الكل العقاب.. فمن أين تأتى آداب الأهلى التى كانت تشعل حماس اللاعبين فى المباريات، وكسب الأحمر مباريات كبيرة عديدة بهذه الروح رغم غياب النجوم السوبر أحياناً.. أما الآن فلم تعد تلك الروح موجودة ولم تعد الخسارة تعنى شئياً!
وجود الخطيب أيضاً سيعيد بناء العلاقة بين المدير الفنى للفريق بعيداً عن الأسماء، لكن على أسس احترافية مبادئية اعتادها الأهلى.. ولن تجدى محاولات أى مدرب فى الهروب من المسؤولية.. لأن من يتعاملون معه من أهل الاختصاص!
المكاسب من عودة الخطيب ستتعاظم إذ إن النجوم خلال مفاوضات انتقالات يناير المقبلة سيصبون أكثر إقبالاً على ارتداء الفانلة الحمراء.. ومن لا يستهويه العمل مع بيبو واللعب وقتها للأهلى القوى الذى لن يستطيع أحد كسر إرادته!
مجلس الإنقاذ الذى بات حلم الملايين الحمراء.. وأقطاب الجمعية العمومية يشمل فيما يشمل أن النادى الكبير سيستعيد مكانته أمام المنافس التقليدى، ولن يستطع رئيس الزمالك التقليل من شأن مجلس أحمر على رأسه الخطيب حبيب الملايين والأغلب الأعم من المصريين، بل وسيجعل كلمة الأهلى الكروية هى العليا مع اتحاد الكرة والوزارة.. وكل الجهات بالدولة المصرية.
لعل ما عجل بطرح سيناريو المطالبة بعودة الخطيب والظهور فى النادى، بل والمطالبة من الجميع بأن تبت جمعية عمومية فيما تريده للنادى، خاصة فى ظل القرار الغريب والعجيب لوزير الرياضة بالإبقاء على مجلس الـ«5».. وإعادة تعيين نصف مجلس، لم يقو وهو كامل على تحمل المسؤولية، فكيف وصل الحال الآن بالنادى الكبير، ولعل هذا هو ما دفع جماهير الأهلى إلى النظر نحو المهندس خالد عبدالعزيز كوزير للشباب والرياضة باعتباره صامتاً عما يدور فى النادى.. وما يتزامن مع هذه الفكرة من طروح تشير إلى أن زملكاويته هى الدافع نحو الإبقاء على مجلس الـ«5».. وبالتالى تسيطر على النادى الكبير!
إنما يبقى أمام الوزير فرصة، لإنقاذ يده من قرارات قد تجعل تهمة حب الزمالك جاهزة أمام محكمة محبى الأحمر.. على أن يعلن برائته مما يفعله هذا المجلس، بل يدفع بمستشاريه إلى كتب ومواد القوانين للبحث عن مخرج لعمل انتخابات قريبة.
حسن حظ عبدالعزيز، حتى الآن، جاء بسبب ما أكده البعض من أن دم الأهلى تفرق بين أبناىه.. حين حل طاهر أبوزيد مجلس حسن حمدى بسرعة «شلت» النادى.. وأيضاً إصرار العمرى فاروق على أن يسلب جمعيات الأندية الحق فى اختيار مجالسها إلا لدورتين فقط.. ثم المساندة المثيرة والقوية لمحمود طاهر فى انتخابات رئاسة الأهلى، قبل أن ينقلب طاهرة على هشام العامرى، شقيق العمرى فاروق وعضو مجلس طاهر قبل الاستقالة، بل رفضه أى نصح يقدمه عما اعتبره الوزير الأسبق «جزاء سنمار»!
حتى هذه اللحظات ترى الجماهير أن للصمت حدودا.. فهل سيطول الانتظار؟ ويزيد معه حجم الخطر من انفجار جماهيرى وشيك؟!
هذا الانفجار.. ظهرت له علامات تحتاج الحيطة والبحث عن اللغم وتفجيره.. فهذه هى جماهير الأهلى تدخل فى «عركة بلدى» مع لاعبيها وضرب وتشابك وشتائم بالأم والأب وجهاً إلى وجه.. ولولا عناية الله لحدث ما لا تحمد عقباه فى طريق السويس والفريق عائد عقب مباراة زيسكو الزامبى الأخيرة.
بالطبع قبل الرحيل من الملعب التهب حماس أحد المشجعين، وسب مارتن يول المدير الفنى، وحاول الوصول إليه بيديه.. لولا تدخل الشرطة.
تلك أيضاً كانت المرة الأولى التى يسب فيها مدير فنى للأهلى الجماهير، حين رد يول على هجوم المشجع بأفظع الشتائم بالهولندية «الدارجة» حتى لا يفهم أحد.. مع إشارات تعنى الاستهانة بيديه.. وهذا تحول غريب على الأهلى فى حد ذاته!
تتهم جماهير الأهلى أيضاً المدير الفنى بأنه حضر للقاهرة وهو فى سن «اليأس الكروى».. يستمتع بنيل القاهرة.. ودعوات الغداء والعشاء على الأسماك والمشويات.. مقابل أكثر من 200 ألف دولار بس، مؤكدين أنه لم يتمسك بأن يكون معه نفس العدد من المساعدين كما كان يعمل فى الخارج، باعتباره فى مهمة مع هواه!
الأكثر إثارة لجماهير الأهلى ضد يول.. هو رضاه بجهاز موديل قديم، لا يقدم أى حديث، بل اختياراته للخطط والنجوم والتغييرات تقليدية بدرجة كبيرة جداً!
أما الوجع الكبير.. فهو التردد الذى يعيشه يول الذى تضيع الصفقة تلو الأخرى ويفوز بها الزمالك.. ويحقق انتصارات فى منافسات «الميركاتو»!
فى المقابل أكدت الجماهير أن رحيل النجوم مهما كان الثمن وحجم الدخل مثل إيفونا وقبله تريزيجيه، يعنى أن الأهلى ناد مصدر ليعيش، بينما كانوا يعيشون أمجاد ناديهم المتمثلة فى شراء كل النجوم أو أغلبهم للسيطرة على البطولات محلياً وقارياً وعالمياً.. وهذه هى الثروات الحقيقية من وجهة نظر الجماهير!
هنا فإن وجود مجلس يرأسه الخطيب بكرويته ونزعته الاستثمارية باعتباره أحد كبار رجال الإعلان يضفى قيمة مضاعفة فتكون هناك صفقات ومكاسب إعلانية.. فالنجوم السوبر سيكون لهم «تسعيرة» فى الظهور.. والإعلانات كانت قد وضعت إبان مجلس حمدى.. أما الآن ورغم وجودها، فإن حولاً ودية تخيم أحياناً على العلاقة الاقتصادية بين إدارة مجلس الـ«5» وبعض الإعلام المرضى عنه وصديق المجلس، وهذا ما لم يكن موجوداً من قبل!
عودة الخطيب.. يراها الأغلب الأعم بمثابة استعادة للهيبة الحمراء عامة، والكروية خاصة، وتحديث البنية التحتية للفريق بالانتهاء من مرحلة الإحلال والتجديد بحلوها ومرها بسرعة ودون انتظار!
وجود مجلس يقوده الخطيب سيجعل استلهام واقعة استبعاد خمسة نجوم كبار فى عام 1992 حاضرة.. حين استغنى الأهلى عن طاهر أبوزيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب، ومحمود صالح وأيمن شوقى.. وأعقبهم بقليل محمد عبدالجليل وعادل عبدالرحمن.. لتبدأ مرحلة جديدة!
تلك الجراحة التى فشل فيها حتى الآن محمود طاهر أثبتت أنه ليس من تلك النوعية من الجراحين التى تحتاج نجومية الكرة وضحكة الجراح ومهارته.. والاستجابة من الجماهير سريعاً.
الأغلب الأعم الآن.. ينتظر القرارات الأخيرة لمجلس الـ«5» ومحمود طاهر المنفرد بـ%90 من القرار الأحمر.. قبل إعلان الصرخة الأخيرة للمطالبة بالخطيب وطرح الثقة فى آن واحد.
لعل هذا ما دفع أقطاب النادى الأكثر اتصاقاً مع الجماهير ويعيشون نفس المعاناة يستعدون لتقديم أرقام مالية، تؤكد أن المكاسب المالية التى يتحدثون عنها فى مجلس طاهر، مقابلها خسائر بالملاعيين ضاعت على صفقات ولاعبين تم شراؤهم بعشرات الملايين، ثم رحلوا والأمثلة كثيرة.. الشيخ وغيره.. أو دفعت فيهم أرقام فى منتهى المبالغة ولم يظهروا حتى لدقائق معدودة!
مناشدة الخطيب قائمة.. وانتظار ظهوره بات الشغل الشاغل للجماعة الأهلاوية الآن.. ويفسر المقربون من أقطاب النادى ويؤكدون أن إعلان رانيا علوانى الترشح لعضوية مجلس الأهلى المقبل من ريودى جانيرو، حيث توجد مع بعثة مصر فى الأولمبياد.. ما هو إلا «كود».. العملية «ارحل يا مجلس الـ«5».. فهل يفعلها الخطيب ويعيد للجماهير هدوء أعصابها وأحلامها فى أهلى جديد!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة