فى الأيام القليلة الماضية حدث مشهدان يعكسان حالة الانهيار التى وصلنا إليها، وما بين المشهدين وجب علينا أن نتوقف ونتساءل المشهد الأول هو اتهام خالد أبو النجا وبسمة بالتطبيع بعد مشاركتهما فى مسلسل أمريكى يشارك فى كتابته ضمن عدد من المؤلفين مؤلف إسرائيلى طبقا للروايات المتداولة، والمشهد الثانى للاعب «الجودو» إسلام الشهابى الذى خسر أمام اللاعب الإسرائيلى ورفض مصافحته، انطلاقا من أنه العدو الكافر، وبعيدا عن كل البروتوكولات التى تحكم البطولات الكبرى التى من المفترض أن نحترمها مادامنا أننا وافقنا على الاشتراك بها، ولكن لا إسلام أصبح بطلا يهتف له الجميع ويحيون شجاعته، بل حصد العديد من الانتقادات ولا خالد وبسمة صارا مطبعين، إلا أن المشهدين يكشفان ثقافة الكره التى باتت تحكم كل تفاصيل حياتنا.
وفى مشهد خالد نزلت كلمة النهاية بعد ما صرح به أبو النجا سواء فى رسالة لنقيب الممثلين أشرف زكى أو على صفحته على الفيس بوك، أما مشهد إسلام فلا يزال يتصاعد بعد أن صرح شقيقه أنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة، إلا أن الشىء الأكيد أن هذا المشهد يكشف حجم التردى الذى وصلنا إليه وحالة الترصد التى باتت تسيطر على علاقتنا ببعضنا البعض، والميل السريع دون تفكير أو تعقل للاتهام بالخيانة والعمالة، خصوصا إذا كان طرفاه فنانا أو أى إنسان قرر أن يعلن ويعبر عن آرائه صراحة دون حسابات أو موائمات.
فما حدث من ضجة حول الفنان خالد أبوالنجا والفنانة بسمة ينطبق عليه مقولة «لا بترحموا ولا بتسيبوا رحمة ربنا تنزل»، النجمان يعانيان من تهميش حقيقى فى مصر، طبعا لآرائهما السياسية، المعلنة والواضحة التى هى حق دستورى مكفول للجميع، ولكن ماذا تفعل فى مجتمع أدمن سياسية القطيع؟ ماذا تفعل فى مجتمع أصبح يعلى من أمر الكره أكثر من الحب وقبول الآخر؟ ماذا ننتظر من حالة الفوضى النفسية التى أصبحنا كلنا بلا استثناء نتخبط فيها.