للأسف وقفنا كثيرًا نشاهد ما يحدث فى اتحاد كتاب مصر، وكنا أحيانًا نضحك من هذا الصراع، ونعتبره مجرد «خناقة» فى مجلس الإدارة، ونحن لا شأن لنا بها، فهى بين مجموعة من الطامعين فى العمل الإدارى لهذه النقابة التى تقريبًا لا تقدم شيئًا يذكر، ومن الواضح أن ذلك كان أكبر خطأ قام به المثقفون فى الفترة الأخيرة لأن الضحك أصبح مرًا ويعكس حالًا مترديًا ينتظر المثقفين طالما سيبقون واقفين يضحكون ويشاهدون فقط.
فى النهاية تجاوزت هذه المشاجرة الدائرة المتاحة لها، وخرجت لتؤذى خلق الله من الكتاب والمبدعين الذين لا ينتمون لهذه الإدارات، وأصبح كتاب مصر ضحية لهذه الخلافات الصبيانية التى لا طائل من وراءها، طبعًا نعرف أن اتحاد كتاب مصر أصبح اتحادين له رئيسان ومجلسان أحدهما يقوده الدكتور علاء عبد الهادى، بينما الثانى ترأسه الدكتور حامد أبو أحمد، ومنذ أيام قليلة خرج الدكتور أيمن تعيلب مقدمًا نفسه المسؤول عن الجوائز فى الاتحاد، وأعلن عن الجوائز السنوية وأسماء الفائزين بها، وهنأ الناس أنفسهم وهنأهم أصدقاؤهم وأحبابهم، لكن قبل أن يفرحوا أو يكتبوها فى «سيرهم الذاتية» خرج عليهم علاء عبدالهادى معلنًا إلغاء هذه النتيجة، وأن الدكتور أيمن تعيلب قدم استقالته من قبل من مجلس الإدارة، وأن المجلس لم يرَ هذه النتيجة ولم يعتمدها.
وعليه أصبح اتحاد كتاب مصر يسىء كل يوم بشكل مختلف للحياة الثقافية التى لا ينقصها الإيذاء، فكل من أيمن تعيلب وعلاء عبد الهادى لم يفكرا دقيقة واحدة فى المثقفين والكتاب وجعلا منهما ورقة جديدة لصراع قديم «مخجل» لا يثير سوى التحسر على حال هذا الاتحاد الذى كنا نظن أنه يمكن أن يكون له دور حقيقى فى الوقوف بجانب المبدعين فى مصر.
على الجميع أن يرحل، كل من دخل فى هذا الصراع لا مكان له هنا، عليهم أن يعرفوا أولا كيف يختلفون، فالمتابع لهذه الأزمة سيعرف جيدًا كم التجاوزات التى حدثت فى الفترة السابقة، والتى كانت تفتقد للكثير من السلوك الثقافى، فمشاجرات وتشابك بالأيدى واتهامات بالاختلاس ومحاضر فى أقسام الشرطة وقضايا، لكننا لم نتوقع أن يصل الأمر لدرجة كسر فرحة الناس الذين لا علاقة لهم بهذا الجدل غير المفيد، لذا وجب أن يكون هناك رد يليق بالمجلسين المتصارعين.