الضمير العالمى فى إجازة وبعض المحافل الدولية أصبحت منصات لحماية حقوق الإرهاب
ماما أمريكا تشتاط غضبا فكيف تجرؤ أن تعوقها مصر؟ كيف تسعى للخروج من الهيمنة؟ والاستقلال بقرارها الوطنى؟ كيف يتحرك شعبها ليقرر مصيره مدعوما بجيش نوّع سلاحه، فمصر دولة كبيرة فى محيطها لا يجوز أن تكون خارج السيطرة فلابد من «قرصة ودن» قد تتطور لـ«لوى الذراع» إذا اقتضى الأمر لتعدل عن ما جنحت إليه، فمن الصعب أن تعرف سياسات الهيمنة الوضوح، فهى الساعية نحو تحقيق الهدف الإستراتيجى الموضوع منذ عقود، ولا يمكن أن يقف فى طريق ذلك أى كيان أو دولة تنفرد بتقرير مصيرها.
ومنذ عقود عكفت قوة الهيمنة فى البحث عن أكثر ما يمكن أن يؤجج الصراعات بين دول إقليم ما أسموه بالشرق الأوسط، فكان الصراع الدينى حاضرا بقوة، كيف لا وقد قضت الصراعات الدينية فى أوروبا فى العصور الوسطى على الأخضر واليابس وسقط فيها ملايين البشر عبر سلسلة من الصراعات الدامية التى لم يوقفها سوى التحضر والرقى والعلم؟! فالتعصب لأى دين مهما كان هو نتاج للجهل والانغلاق والاهتزاز النفسى وعدم الاتزان الإنسانى، لذلك كان الصراع الدينى والطائفى خيارا استراتيجيا فى إعادة تقسيم الشرق الأوسط للقدرة على السيطرة عليه.
ومن خلال تحقيق قوى الهيمنة للهدف الاستراتيجى كان لابد من العمل على عدة عناصر، بداية من تصعيد النعرة المذهبية إلى خلق كيانات سرطانية تكون بمثابة الخلايا الأولى للورم الخبيث، إيذانا بالتفشى فى جسد المنطقة التى تمنح بين حين وآخر جرعات دواء تبقى على الحياة، ولكن دونما زوال للمرض الذى تحرص قوى الهيمنة على بقائه حتى لا تستفيق تلك الأمم أبدا، فكانت بالإضافة للعدو الواضح إسرائيل دويلة قطر إحدى الخلايا السرطانية التى يجب أن ينتبه حكامها إلى أن المال قد يشترى ذمما ويلوث ضمائر ويخرس أصواتا ويملى قرارات، ولكنه لا يشترى مجدا ولا حضارة ولا تاريخا ولا ثقافة، ولا يحقن جينات العظمة للشعوب.
وفى قرب تحقيق قوى الهيمنة للهدف، حيث تداعب الابتسامات شفاه الخبثاء تطل على حافة التاريخ وجوه طيبة وعيون سوداء حائرة وحناجر صاخبة بصدور عارية تهتف بحرية القرار الوطنى ليزيح المصريون السرطان من كبد الهوية الإخوان، هؤلاء الذين عقّوا الوطن وأهله ولم يقدروا له ثمنا ولم يبكوا يوما خوفا عليه بل تباكوا عشقا فى حب الجماعة وطنهم وحظيرتهم لتتكالب علينا أراذل الأمم بحثا عن الانهيار المنشود الذى قطع جذوره المصريون، ولكن بقى الأمل لديهم فى استعادة فوضى غائبة من رحم خان يخون إخوان، ومن ضمنها تفجير الطائرات لضرب العلاقات مع روسيا وفرنسا وبزوغ واقعة ريجينى لتدمير العلاقات مع إيطاليا، ومنح بريطانيا حق اللجوء السياسى للإخوان ومقال الإيكونوميست المتصابى، فالمجتمع الدولى قد ترك جميع المشكلات والملفات المفتوحة، وعلى رأسها إهدار حقوق الشعب الفلسطينى ويتحدث عن جماعة كانت تقيم اعتصاما مسلحا بشهادة الجميع وبالصور والفيديوهات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى كالأكفان المتحركة، بالإضافة إلى المشاهد التمثيلية التى كانت تحمل زورا وجود انتهاكات من أجهزة الأمن.
فالجميع يتغافل ما يدور فى عدد من دول العالم من تدخل عسكرى مباشر فى سوريا وغيرها من دول الجوار، وكالانتهاكات الواضحة للقانون الدولى من المحتل الإسرائيلى، وأيضا تجاوزات حقوق الإنسان فى الدول التى تسعى للهيمنة ومشاهد تعذيب المعارضين كالتى تقع فى تركيا ليتحدثوا عن حقوق جماعة إرهابية حملت السلاح على الشعب المصرى، فقد بات الضمير العالمى فى إجازة، وباتت بعض المنظمات والمحافل الدولية منصات لحماية حقوق الإرهاب، فنحن إزاء موجة جديدة من الحرب النفسية، فإذا أردت أن تنال من شعب فعليك بكسر الإرادة ودحر الأمل وتصدير اليأس والإحباط فتنهار الأمة معنويا، ومن ثم تنهزم ماديا لكن هيهات ليس هنا، فأنتم فى رحاب الصمود والجلد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة