بعد أن اعتادت إخفاء وجهها والخوف الخروج إلى الشارع، تعيش الآن "ماريمار كيورا" متحدية عيب خلقى مشوه لمظهر وجهها لتتألق كنجمة على "يوتيوب" تعلم فن الماكياج "الميك آب" ولها آلاف المتابعين.
على قناتها على موقع اليوتيوب تنقل "ماريمار" من ولاية كاليفورنيا الأمريكية خبرتها فى وضع الميك آب من خلال لغة الإشارة، فهى لا تستطيع الكلام بشكل طبيعى بسبب إصابتها منذ صغرها بما يسمى بورم حميد "ورم رطب كيسى".
ماريمار في منزلها وأمامها أدوات الماكياج
لم يمنعها الورم فقط من الكلام، ولكن أيضًا من تناول الطعام والشراب بشكل طبيعى، وحتى التنفس، لدرجة أنها تتنفس من خلال ثقب فى حلقها، وتأكل من خلال قناة تم وضعها فى معدتها، بينما ضعف السمع بأذنها اليمنى، بحسب ما نقلته عنها صحيفة الميرور البريطانية.
ولكن ما لم يمنعها عنه هذا الورم هو أن تسعى وراء تحقيق حلمها، وتكون ملهمة لآلاف من الأشخاص، وتحول معايير الجمال التقليدية رأسًا على عقب من خلال رسالتها عن حب الذات.
ماريمار مع عائلتها التي ساندتها فى رحلتها
وتقول الطالبة الملهمة ذات الـ٢١ عامًا: "بالنسبة لى، فإن الجمال يعنى أن تتقبل نفسك كما أنت، وأن تتجاهل ما يقوله الناس عنك".
خاضت "ماريمار" عدة عمليات جراحية على مدار الأعوام الماضية لتقليص حجم الورم لما هو عليه الآن.
ماريمار أثناء وضعها للميك آب خلال تصويرها احد المقاطع
وأضافت: "عندما كنت صغيرة، اعتدت أن أتحدث لنفسى أمام المرآة، وأقول لنفسى أنا جميلة.. كنت أشجع نفسى وأكتب قائمة بالأشياء الإيجابية التى أتمتع بها، وكان ذلك يبني ثقتى بنفسى لسنوات طويلة".
بدأت "ماريمار" حلقاتها على يوتيوب قبل عامين، فهى لم تكن تتوقع هذا النجاح للتجربة التى كانت تحلم بها لحبها لفن الميك آب.
ماريمار أثناء تصويرها حلقة عن وضع الميك آب بمنزلها
وأكملت "ماريمار" قائلة أنها تتلقى الكثير من التعليقات، ويرى مقاطعها ملايين الأشخاص الذين يقولون لها أنها جميلة وأنهم يحبون الماكياج التى تضعه.
وعلى الرغم من تعرضها لإهانات عبر الإنترنت من أشخاص يسخرون من مظهرها، وشكل فمها بينما لقبها البعض بالـ"قردة"، ولكنها كان لديها سياسة للتعامل مع ذلك النوع التعليقات السلبية.
صورة لماريمار وهي طفلة ويظهر الورم حول فمها ورقبتها
وقالت أنها كانت إما تطلب منهم أن يتوقفوا أو تتجاهلهم، "وعندما كان الناس يحدقون بى، كنت أحدق بهم وأرفض أن أبعد وجهى حتى يبتعدوا هم".
وكانت ماريا والدة "ماريمار" عونًا لها فى رحلتها للتعايش مع عيبها الخلقى، فتقول أن ابنتها ألهمتها "لأنه من الصعب أن تكون فى مثل حالتها، ملىء بالطاقة رغم تحديق الجميع بك".
لم تكن مقاطع الفيديو التى تنشرها "ماريمار" فى قناتها على يوتيوب أقصى أحلامها، فإلى جانب كونها مدربة رقص "الزومبا" وتعطي دروسًا أسبوعية، تحضر أيضًا الطالبة الملهمة دروسًا حتى تكون معلمة أطفال صم.
ماريمار دخلت المشفى عدة مرات في حياتها لإجراء جراحة للورم
لا يمكن لأحد أن يوقف الخطط الكبيرة التى تضعها "ماريمار" لمستقبلها، على الرغم من أنها لا تعرف كيف ممكن أن يؤثر عليها هذا الورم.
ولكنها تقول: "أتمنى أن أتزوج فى يوم من الأيام ويكون لدى أسرة، وخط جمال خاص بي، وأسافر، وأعلم الناس من حول العالم تجربتى فى الحياة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة