وائل السمرى

حملة لإنقاذ شرم الشيخ من «معاول الهدم»

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالنسبة لى، فإن تلك المدينة الفاتنة هى أجمل بقاع العالم، هواؤها سحر، وبحرها شفاء، وجبالها حلم، وسماؤها آية من أجمل آيات الله، هى عندى أحب وأجمل المدن، فيها من الكثير من القدسية، والكثير من البهجة، والكثير من الراحة، والكثير من العفوية والتلقائية، فيها يجتمع إبداع الطبيعة مع الرقى المدنى، تتشابك فيها كل المحاسن، وكأن مبدعها العظيم قصد أن يجعلها أيقونة من الجمال الصرف، فزين صحراءها بجبال من ذهب، وزخرف بحرها بغابات من الشعاب المرجانية الخلابة، وصفى هواءها من كل مكروه، فصارت معجبة بنفسها، مزهوة بسحرها، شاهدة على عبقرية مكان مصر وتنوعه وثرائه.
 
لهذا كله انتابنى الحزن حينما تابعت تلك الحملة الشيطانية التى تشوه تلك المدينة الفاتنة هى وغيرها من مدن مصر السياحية، تحت زعم أن السياحة الداخلية عصفت بجمال هذه المدن، ذاكرين بعض السلبيات التى يرتكبها البعض بالكثير من التضخيم والتهويل، وأكثر ما أحزننى هو أن الجميع ينساق فى هذه الحملة بسذاجة إلى هدف وحيد هو تشويه الصورة الذهنية الراسخة لجمال مدن مصر، وفى اعتقادى أن أكثر ما أسهم فى انتشار هذه الأقاويل المغرضة هو غرامنا – نحن المصريين – بجلد الذات بطريقة مرضية، ومكمن المرض هو أن الجميع يستسهل إلقاء الاتهامات على غيره، وهو جالس خلف شاشته الفيسبوكية، غير مدرك أن حتى لو ارتكب بعض المصريين بعض الممارسات غير اللائقة فإن ضرر هذه السلبيات لا يقارن بفوائد السياحة الداخلية التى أزعم أنها السبب «الوحيد» الذى أبقى على قطاع السياحة حتى الآن.
 
لا أدعى هنا أن المصريين ملائكة لا يرتكبون الصغائر، لكنى أيضا رأيت بعينى كيف يتعامل «بعض» الأجانب فى الفنادق والمنتجعات بشرم الشيخ والغردقة، وهو بالمناسبة تعامل لا يختلف كثيرا عن تعامل «بعض» المصريين، فكثير من الأجانب يتشاجرون مع عمال الفنادق، وكثيرون منهم يأكلون أضعاف ما يأكله المصرى، وكثيرون أيضا يلوثون أماكنهم ويثيرون الفوضى فى كل مكان، وكثيرون منهم يسرفون فى تناول الكحوليات، ويرتكبون العديد من الحماقات، وكثيرون يتعاطون المخدرات فى الأماكن العامة، وهو ما يؤكد أن «بعض» سلبيات الأجانب أكثر خطورة من «بعض» سلبيات المصريين، وهو ما يؤكد أيضا أن تلك الحملات الساذجة لتضخيم سلبيات المصريين تأتى على سبيل «المرض» أو «الغرض»، وكلاهما يدمر الاقتصاد والسياحة، ولذلك يجب علينا أن نقف أمام هذه الحملات وألا نصبح معاول هدم فى وطن «جريح».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة