عصام كرم الطوخى يكتب: قلوب مطمئنة

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 04:00 م
عصام كرم الطوخى يكتب: قلوب مطمئنة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ما أجمل أن تجد شخصا يتعاطف مع أحلامك وأهدافك وآمالك بعيداً عن النقد والسخرية، لا يتجاهل طموحاتك وثرثرة كلامك فكثيرا ما تفشل العلاقات بيننا وبين من نحبهم لأننا نجهل أبجدية الاحتواء، ففقدان الشعور المتبادل ولغة الحوار وتحفيز الآخر للآخر، مع الضغوط الحياتية وأشياء نغضب لها لأتفه الأسباب وكأن بداخلنا إشعال ذاتي، كل هذا يفقدنا الشعور بالاحتواء وقت الأزمات.

 

ما أروع أن ننظر فى عيون من نحب وندرك الإشارات الخاصة بيننا ونستشعر نظرات المحبة والحنين والاشتياق عن بعد ونقدرها فى التعامل والتفاعل معها، فقوة أى علاقة تكمن فى صدق الاحتواء المبنى على الحب والطمأنينة والاهتمام الذى يتلاشى معه أى فراغ، فأجمل الأشياء فى حياتنا ترحل بدون أن نشعر لأنها لم تجد الاحتواء المناسب.

 

حتى فى الأفكار إذا لم تحتويها وتدرك قيمتها فأنها تذهب وقد لا تعود مرة أخرى فكل شىء يتلاشى بعدم الاحتواء والناجحون يدركون جيدا قيمة احتواء أفكارهم لأنها رأس مالهم وحياتهم.

 

حتى ما بين الزوجين مهم جدا أن يسود بينهما حوار راقى مستمر مدى حياتهم وليحتوى كل منها الآخر فى أوقات الشدة والغضب بصبر وخاصة عند هبوب عواصف لمشكلة ما، بأن يكون هناك استماع جيد ورد فعل مقنع يحفظ للآخر احترامه وهيبته وأن يجيد كل منهما اكتساب ثقة الآخر ويجيد فن الاختلاف والاعتذار والتسامح والصراحة والتغافل وأن يكون بينهما الرفق والتراحم والدفء والأمان والحنان والمودة والرحمة، لذلك إذا لم تكن قادرا على احتواء من تحب فلا تعكر صفو حياته بل يكفى أن تشعره بجمال روحك.

 

هذه القصة لدييل كارنيجى فى كيفية احتواء مشكلة ما، لو تم التفكير فيها بهدوء والبحث عن إيجاد حلول قد تبدو بسيطة ولكنها كانت بمثابة حل سحري، بطلتها سيدة عجوز عانت كثيرا من صبية مشاغبين كانوا يتلفون الورد والنباتات فى حديقة بيتها.. وقد جربت معهم اللوم والتعنيف وإبلاغ البوليس ولكن بلا جدوى.. وأخيرا اختارت أسوأ الصبيان وأكثرهم سلطة وتجبرا وأخبرته أمام بقية الأطفال أنها عينته قائدا عاما ومشرفا خاصا على حديقة المنزل، ومن يومها لم يتجرأ أى صبى آخر على دخول حديقتها مجددا.

 

الاحتواء يعنى الاستقرار والسكينة والسعادة والرضا والتفهم والانسجام فهو لا يقتصر على علاقة بعينها بل يشمل كل العلاقات الإنسانية فكثير من القلوب لا تسمح ولا تعطى الأذن بالدخول إليها إلا لمن يقدرها حق قدرها ويؤمن بها ليصل إلى حالة تناغم فريدة من نوعها إلى عمق التفاهم والتفاعل والإحساس الصادق فهى قلوب مطمئنة تدرك معنى وقيمة الاحتواء لها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة