من تفضل أن يفوز فى الانتخابات الأمريكية؟!، هناك من يرى أنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين، باعتبار أن السياسات الأمريكية لا تتغير، مرات مختلفة كانت هناك رغبات عربية ومصرية فى مرشح ما، رهانا على أنه سيكون الأفضل، وغالبا، أيضا، ما تأتى الرياح مختلفة.
من المفارقات أن ترشيح باراك أوباما كان أكثر مرات الرهان عربيا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أوباما أول رئيس أسود فى تاريخ أمريكا، وكانت التوقعات حتى اللحظات الأخيرة أن أوباما لن يصل إلى البيت الأبيض، لأن هناك ما يعرف بـ«الواسب» تحالف الأمريكيين البيض البروتستانت أو النخبة المتعلمة الثرية التى تسيطر على الرأى العام والمال والسياسة، لكن أوباما فاز ووصل للبيت الأبيض وكان هناك رهان على أنه سيكون مختلفا، خاصة أنه جاء فى أعقاب فترتى جورج دبليو بوش واليمين الأمريكى الذى استغل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية ليفرض روحا إمبراطورية مدمرة، من الغزو والحروب.
جاء أوباما وكانت أفضل صورة أثناء حملاته الانتخابية وشعاراته الإنسانية ووعوده بإنهاء الصراعات والحروب، جاء أوباما والديمقراطيون ورحل أوباما تاركا فوضى عالمية عارمة وقطبية مختلة، لكنه حافظ على تفوق أمريكا وحقق حلم كلينتون فى نظام صحى للطبقات الوسطى الصغيرة، خارجيا كان قد ورث نظاما على حافة الفوضى.
المفارقة الأخرى أن ترشح دونالد ترامب منح الديمقراطيين فرصة أخرى، ترامب يبدو مختلا، ومن بين الأمريكيين البارزين ونجوم هوليوود من يعتبر ترامب مجنونا، بتصريحاته العدائية التى تجعله قابلا لتكرار تجربة أسوأ من جورج دبليو بوش، خاصة لو تحالف مع اليمين الأمريكى، قد لا يتورع فى استعمال السلاح النووى مثلا.
لهذا يرى الأمريكيون حتى من الذين لم يكونوا يؤيدون الديمقراطيين أن هيلارى كلينتون هى أهون الشرين، فضلا عن أنها ستكون أول امرأة تحكم أمريكا بعد أول رئيس من أصول أفريقية، لتؤكد أمريكا أنها تتجاوز أى تمييز، ثم أنه لا يفترض أن ينتظر أن يكون العالم مختلفا، فى عالم تحكمه القوة والمال والدعاية. ثم أن هيلارى كلينتون كانت شريكا لأوباما، وزيرة للخارجية، وهو ما أهلها لأن تكتسب خبرات وتقترب من الفوز. وأعلنت بعد خروجها عن خلافات فى وجهات النظر بالنسبة للشرق الأوسط، ولا يتوقع أن تتوقف الحرب أو يحل السلام، لمجىء رئيس أو رحيل آخر. فضلا عن أن العرب أصحاب القضية أنفسهم تائهون مفككون، هم من صنعوا فوضاهم أولا.