مصطفى إبراهيم يكتب: فى جيوب الحياة !!

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 03:00 ص
مصطفى إبراهيم يكتب: فى جيوب الحياة !! ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش الكثير من البشر فى قصور رملية هشة، ربما تنهار فى أى لحظة، إذا ضربتها موجة صغيرة من أمواج البحر الشاردة.. لا شىء جديد يطل من شرفات حياتهم بعد أن استسلموا للعيش فى جيوب الحياة، فضاعت هويتهم !.. هذا النوع من البشر لا يعرفون كيف يحتجون أو كيف يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم المشروعة بعد أن سيطر الخوف على نفوسهم التى تعيش فى ظلمة التعاسة، فالخوف المرضى يصاحبهم أينما ذهبوا !.. فصارت صباحاتهم تائهة حد البكاء، والليل لا يتوانى أن يسرق نعاسهم حد الأرق، ففقدوا شهية الحياة والوجود !..

ولم يبق منهم سوى هياكل وملامح بشرية باهتة ألوانها حتى أنهم يرسمون على شفاههم ابتسامات بلهاء لكى يثبتوا للآخرين أنهم بخير ! على الرغم من أنهم يعيشون بالوهم الكاذب، والأمان الزائف !.. ولم يفكروا ولو مرة أن يحدثوا فجوة بين قدراتهم وبين شعور الخوف الذى تمكن من حواسهم حد الهوس ! فآثروا العيش على خط زلزال مشتعل دون أن يدركوا بأنهم قادرون على إثبات وجودهم بما حباهم الله من أدوات كفيلة بتغيير واقعهم أو العيش بتوازن على أقل تقدير !.. لكنهم قابعون فى أماكنهم دون حراك ظنا منهم بأنه الوضع المستقر، فهاجروا طواعية إلى صحراء الوجود !.. فلا ماء يروى حدائق نفوسهم، ولا أشجار أمان تظلل على قلوبهم !.. ياويح قلوبهم التى سيطرت عليها مخاوف صنعتها العادات والتقاليد البالية فسكنوا فيها حد الإستقرار !.. عادات وتقاليد تخالف شرع الله الذى أخرجنا من بطون أمهاتنا أحرار !..

فسمحوا للحياة أن تسخر منهم بعد أن أصبحوا مجرد أشياء مكومة فى الزوايا المهملة فى حيز الحياة أو كأنهم غبار خبائته أرجل النمل تحت نوافذ وجودهم !.. وكثيرا ما يتساءلون، أين يذهب العمر ؟ كأنهم لا يدركون أن الزمن يمر عليهم مرور الكرام، بعد أن دسهم بكل خبث فى جرابة سفر إلى حيث لا يريدون !..

فأصبح الكثير منهم مجرد صور محنطة على جدار الحياة !.. وكل مايفعلونه هو صب اللعنة على الزمن والحظ التعس !.. ومن شدة سلبيتهم وضعفهم، لا يملكون سوى شنق أحزانهم تحت مقصلة الدموع !.. وإذا كان قدرهم أن يعيشوا فى أماكن لا تألفها نبضات قلوبهم لأسباب قهرية، فعليهم الإيمان بأنفسهم والكف عن المزيد من التنازلات، واستدعاء النور القابع فى أرواحهم كى ينقذوا إنسانيتهم التى تركوها ذات خوف، فليس لكل إنسان إلا نفسه يحميها من الطغاة !.. وهناك دائما وأبدا أبواب الفرح المغلقة تنتظرهم أن يفتحوها بأيديهم، ولا ينسوا أن يفتحوا بريد السماء، ففى داخله الرحمة والعدل والقوة والمساواة، فصاحبه رب الكون العظيم الذى لا يغفل ولا ينام.. لا يغفل ولا ينام !!

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة