هذه شهادة «عالمية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذلك لأنها كشفت أبعاد الإرهاب الداعشى، الذى يعانى منه العالم الآن، كما كشفت من يرعاه، والشهادة باختصار شديد تؤكد أن أحمد المغير الذى يعد أحد أهم معاونى خيرت الشاطر، الرجل الأهم فى جماعة الإخوان المسلمين، أعلن عن أن التجمع الإرهابى المسمى زورا باسم «اعتصام رابعة»، كان مزودا بالأسلحة المتعددة «كلاشينكوف وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية وملوتوف ويمكن أكتر من كده»، على حد قوله، وأن هذه الأسلحة كانت بغزارة تجعلها تصد أى هجوم للشرطة أو حتى «للجيش»، لكنه بحسب زعمه اختفت ليلة فض «الاعتصام» بـ«خيانة» من قادة جماعة الإخوان المسلمين.
نعم هذا ما يقر به هذا الإرهابى الصغير، مساعد شيخ الإرهابيين «خيرت الشاطر»، المتحكم الأول فى جماعة الإخوان المسلمين، لكن برغم خطورة ما قاله المغير بشأن وجود الأسلحة الكثيفة، يوجد ما هو أخطر منه، إذ ذكر «المغير» أن برابعة العدوية كان يوجد ما يسمى بـ«سرية طيبة مول» وهذه السرية كانت مسلحة تسليحا تاما، ولم تتنازل عن أسلحتها بحسب ما زعمه المغير، وظلت محتفظة به حتى اندلاع الاشتباكات، وظل هو بجانبها يحارب معها حتى آخر نفس، وكان قوام هذه الخلية من الإرهابيين الصريحين الذين يعرفون بحسب أدبيات الإسلامى السياسى باسم «الجهاديين» وهذا هو مكمن الخطورة.
هذه شهادة تاريخية من قلب ميدان الحدث، تؤكد أن تجمع رابعة الإرهابى كان يحوى العديد من أنصار «داعش»، الذين يسمونهم بالجهاديين، وهو ما ينفى زعم محمد البلتاجى بأن الجماعة لا تتحكم فيما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية بحسب التصريح الشهير الذى أكد فى نصفه الآخر أن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى الثانية التى سيعود فيها «مرسى» إلى الحكم، فالإرهابيون كانوا وقتها نائمين بأحضان «رابعة» مدججين بالأسلحة والقنابل، ولا أبالغ إذا قلت إن عملية تهريب بعض أسلحة رابعة التى ذكرها «المغير» مدعيا أنها بمثابة «خيانة من قادة الجماعة» كانت لإثارة الفزع فى بقية أنحاء مصر، لكن الأخطر من هذا كله هو أن هذا «المغير» حليف الإرهابيين وربيبهم وشريكهم فى المعركة، يقيم الآن بتركيا هو وغيره من قيادات الجماعة الإرهابية تحت حماية الإرهابى الأكبر «أردوغان»، وعلى العالم الآن أن يعرف من يدير الإرهاب ومن يدعمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة