النتائج التى نشرها استطلاع مركز «بصيرة» حول شعبية الرئيس السيسى، تلقى الضوء على أكثر من عنوان مهم:
أولا: كتلة التأييد الشعبى التى صوتت لصالح الرئيس فى الانتخابات الرئاسية، لا تزال صلبة ومتماسكة ولم تغير قناعاتها، والرئيس لم تتراجع شعبيته إلا بنسبة ضئيلة، و82 % يوافقون على أدائه، فى ظل تحديات استدعت اتخاذه قرارات صعبة، يتحمل الناس آثارها حتى الآن، عكس المقالات والآراء التى تجعل «الشعبية» مجالا للصيد فى الماء العكر.
ثانيا: المشروعات الكبرى رغم هجوم البعض عليها، تلقى ارتياحا وترحيبا وتأييدا، وأهمها محور قناة السويس وشبكة الطرق، القناة تجسد روح التحدى والإصرار، وتنشط ذاكرة الانتصارات والطرق، لأن المواطنين لمسوا بأنفسهم حجم الإنجاز.
ثالثا: لا تعتمد شعبية الرئيس فقط كما كان فى عام حكمه الأول، على أنه استرد البلاد من الإخوان، واستعادة الدولة والأمن والاستقرار، ويضاف إليها بعد مرور 26 شهرا على توليه السلطة، حزمة المشروعات التى يجرى تنفيذها بمعدلات سريعة.
رابعا: تقصير الحكومة ينعكس بالسلب على شعبية الرئيس، الذين لا يوافقون على أدائه، يحملوه سلبيات هى مسؤولية الحكومة بالدرجة الأولى، خصوصا ارتفاع الأسعار، والبطالة وانفلات سعر الدولار، ولكن الأثر السلبى ليس كبيرا حتى الآن، ويرجع ذلك إلى سرعة الرئيس فى تصحيح الأوضاع، وتدخل القوات المسلحة الحاسم، لتوفير السلع والخدمات.
خامسا: تعظيم شبكة الأمان الاجتماعى ضرورة قصوى فى الفترة المقبلة، ليس لأن الرئيس يبحث عن زيادة شعبيته، ولكن لتخفيف الآثار السلبية لأى قرارات إصلاحية تتخذها الدولة، فإذا كان حتميا رفع أسعار بعض السلع والخدمات، يجب حماية الفقراء ومحدودى الدخل، حتى لا يتحولوا إلى كتلة غاضبة، تستثمرها بعض القوى السياسية فى إعادة أجواء الفوضى والقلق.
سادسا: عيونكم على الشباب لأن الفجوة تتسع بينهم وبين الدولة، ويشير الاستطلاع إلى اتجاههم لمقاطعة الانتخابات المقبلة، ويرجع السبب- فى رأيى- إلى إهمالهم وعدم الاهتمام بمشاكلهم وهمومهم، ولا يكفى فقط البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، رغم أهميته، ويجب أن تتسع الدائرة لتضم الدولة تحت مظلتها ملايين الشباب، الذين يتشوقون للمشاركة.