يستقبل البابا فرنسيس الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند الاربعاء بعد ثلاثة اسابيع على إقدام جهاديين قالوا انهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الاسلامية، على ذبح كاهن، فأثاروا موجة استياء عارمة فى فرنسا.
وقد اعلن الاثنين عن هذا اللقاء الخاص الثانى منذ انتخاب الرئيس الاشتراكى الفرنسى فى ايار/مايو 2012- فيما احتفل الكاثوليك بعيد انتقال السيدة العذراء. وفى كنيسة لورد (جنوب غرب فرنسا)، اجريت الاحتفالات التقليدية فى 15 آب/اغسطس وسط تدابير امنية مشددة بسبب التهديد الارهابي.
وفى 26 يوليو، بعد ساعات على ذبح الكاهن جاك هامل فى سان اتيان دو روفراى، اتصل هولاند هاتفيا بالبابا فرنسيس واعدا اياه "بالقيام بكل شيء" لحماية الكنائس. وشدد على القول "عندما يتعرض كاهن لاعتداء، فان فرنسا كلها هى التى تتعرض لاعتداء"، وقد لاقى هذا الموقف استحسانا كبيرا من البابا الارجنتيني.
وغداة الاعتداء، زار الرئيس الفرنسى الذى يقول أنه ملحد، كنيسة نوتردام دو بارى وحضر قداسا احتفاليا تكريما للأب هامل.
واعربت السلطات الفرنسية عن امتنانها للمسؤولين الدينيين الذين قاموا بكل ما فى وسعهم، ولاسيما عبر تظاهرات التضامن فى الكنائس والمساجد، للتخفيف من حدة التوترات الدينية فى بلد معروف بكاثوليكيته منذ قرون ويستضيف ملايين من المسلمين.
من جانبه، زاد البابا فرنسيس من رسائل الدعم لفرنسا التى تعرضت لاعتداء دام (85 قتيلا) فى نيس فى 14 يوليو، يوم العيد الوطنى.
وامام الاف المؤمنين المحتشدين فى ساحة القديس بطرس للمشاركة فى صلاة التبشير، فى 17 يوليو، قال البابا أنه "على مسافة قريبة من كل عائلة من عائلات (الضحايا) ومن الامة الفرنسية بأكملها".
وشدد البابا فرنسيس ايضا على رفض أى خلط بين الاسلام والارهاب. وقال فى الاول من أغسطس لمجموعة من الصحافيين لدى عودته من الايام العالمية للشبيبة فى كراكوفا "ليس صحيحا وليس دقيقا القول أن الاسلام هو الإرهاب اعتقد أنه ليس صحيحا الجمع بين الاسلام واعمال العنف".
- مسيحيو الشرق -
لذلك سيكون اللقاء المقرر بين هولاند والبابا فى الساعة 17، 00 (15، 00 ت غ) مناسبة للتشديد على ما يجمع بينهما، وعلى "مواقفهما المشتركة حول اهداف السلام والعدالة والحوار بين الاديان"، كما قالت الرئاسة الفرنسية. واضافت أن "المواقف موحدة حول الازمات البيئية أو الهجرة وكذلك حول الارهاب".
وسيتحدث البابا فرنسيس والرئيس هولاند ايضا عن وضع مسيحيى الشرق الذين ناقشا اوضاعهم فى اتصال هاتفى فى 26 تموز/يوليو.
وتحدث هولاند الخميس عن "المعاناة" التى يواجهها هؤلاء المسيحيون خصوصا فى العراق وسوريا. وتحدث عن "مدى ضرورتهم لانهم يساهمون تحديدا فى توازن" المنطقة.
وتأمل الرئاسة الفرنسية ايضا فى طى صفحة التشنجات التى حصلت فى السنوات الاولى لولاية فرنسوا هولاند، عندما اصطدم تبنى القانون الذى يشرع زواج وتبنى مثليى الجنس فى 2013 بمعارضة الكنيسة الكاثوليكية.
ورفض الكرسى الرسولى أن يوافق فى 2015 على سفير اقترحته فرنسا، هو لوران ستيفانينى، الكاثوليكى الممارس والمثلى الجنس. وبعد سنة على شغور المنصب، تسلم ديبلوماسى آخر هو فيليب زيلر مهامه فى حزيران/يونيو الماضي.
وقبل أن يصل إلى حاضرة الفاتيكان، سيزور الرئيس الفرنسى الذى سيرافقه طوال الزيارة وزير الداخلية برنار كازنوف، كنيسة القديس لويس للفرنسيين فى وسط روما، التى بناها ملوك فرنسا التى لا تزال تتولى ادارتها. وسيزور بضع دقائق كنيسة صغيرة مهداة إلى ضحايا الارهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة