سرطان الثدى يمثل 34% من إجمالى حالات السرطان فى الإناث فى مصر، وإجراء آشعة الماموجرام للثدى بشكل دورى يساعد فى الاكتشاف المبكر للمرض، الذى يحقق نسب شفاء تصل إلى 98 % وأن العلاجات التحفظية للثدى تحقق نسب شفاء مرتفعة، وبظهور الأدوية الجديدة من العلاجات الموجهة أحدثت طفرة فى نسب الشفاء.
وأكد الدكتور عمر شريف عمر إن الجديد فى جراحات الثدى التحفظية وإعادة بناء الثدى أن يتم استخدام جراحات التجميل فى علاج أورام الثدى، بعد أن بلغت نسب الشفاء لأكثر من 98% بعد الجراحة، إذ أصبح الحفاظ على الثدى هو القاعدة الأساسية فى علاج واستئصال الأورام بالثدى، والاستثناء هو فى بعض الحالات التى تتطلب الاستئصال الكلى للثدى، إلا أن هذه الحالات يمكن إجراء إعادة بناء الثدى لها سواء فى نفس الجراحة أو فى وقت لاحق.
وأشار "عمر" إلى أنه يبقى حتى الآن الأساس فى الكشف المبكر هو توعية السيدات بأهم أعراض سرطان الثدى، مثل وجود تغيير فى الشكل الخارجى مثل تغير لون الثدى إلى اللون الأحمر وتغيير الجلد، وأيضا ظهور إفرازات مدممة من الحلمة، فضلا عن وجود تغيير فى شكل الحلمة، موضحا أن هناك أنماطا حديثة فى كيفية تقييم الغدد الليمفاوية تحت الإبط، بحيث يتم استئصال الغدد فى الحالات التى تحتاج لذلك، وذلك باستخدام تقنية الغدة الحارسة بحيث يتم تحليل الغدة الحارسة، وإذا وجدت سليمة فلا داعى لاستئصال باقى الغدد، موضحا أنه لابد من التوعية الحقيقية والوصول بها إلى كل ربوع مصر.
من جانبه قال الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام بطب القاهرة وزير التعليم العالى الأسبق، أنه من المعروف عالميا وفى مصر، أن سرطان الثدى هو أكثر الأورام شيوعا لدى السيدات، ويحتل فى أغلب دول العالم المركز الأول، وفى مصر.
وقال الدكتور حسين خالد إن سرطان الثدى لدى السيدات هو أكثر الأنواع شيوعا فى العالم وفى مصر،ومسببات سرطان الثدى متعددة ،وهناك علامات منذرة يمكن من خلالها معرفة إمكانية الإصابة بسرطان الثدى.
وأوضح الدكتور حسين خالد أن مسببات السرطان قد تكون نتيجة تغيرات فى الحالة الهرمونية فى الجسم على سبيل المثال بدء الدورة الشهرية مبكرا عن المتوسط ،أو تأخر انقطاع الطمث ،أو الإنجاب فى سن متأخر،أو عدم الرضاعة الطبيعية، موضحا أن هناك أسبابا أخرى مثل عدم ممارسة الرياضة ،أو التدخين بجميع أنواعه، أو السمنة المفرطة ،ويضاف إلى هذه العوامل والمسببات العامل الوراثى.
وأضاف أن هذا العامل الوراثى يمكن اكتشافه فى الأسرة التى لديها حالات مصابة بسرطان الثدى، عن طريق إجراء تحليل جينى يشمل غياب أو وجود بعض الجينات المسببة للمرض،وأشهرها براكا 1 وبراكا 2.
وأشار إلى أنه فى حال وجود هذا الخلل الجينى فإن احتمالات الإصابة ليس فقط بسرطان الثدى ولكن أيضا بسرطان الرحم أو المبايض، ويجب فى مثل هذه الحالات أن تكون هناك متابعة دورية للاكتشاف المبكر لهذه الأنواع من الأورام، لأن اكتشافها مبكرا يزيد من نسب الشفاء ويقلل من تكلفة العلاج.
وأشار الدكتور حسين خالد إلى أن سرطان الثدى فى مصريكتشف فى مراحل متأخرة بعض الشىء مقارنة بأغلب الدول فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويتميز بوجود ما يعرف باسم سرطان الثدى الملتهب ،وهذا النوع تزداد نسبة حدوثه فى دول شمال أفريقيا ،وعلى رأسها مصر، وتونس حيث تبلغ نسبته من 5 إلى 8 %، من حالات سرطان الثدى المكتشفة فى هذه المنطقة من العالم ،وعادة ما تأتى المريضة للفحص بوجود احمرار بجزء كبير من جلد الثدى ،مع ارتفاع فى درجة حرارة هذا الجزء ،وعادة ما يتم اكتشاف كتلة داخل الثدى تحت هذا الجلد الملتهب، ويحدث فى بعض الحالات أثناء فترة الحمل، أو الرضاعة ،ولكن سرطان الثدى العادى لا تكون فيه مثل هذه العلامات بحيث يختلط التشخيص فى بعض الحالات بوجود التهاب ناتج عن خُراج مثلا.
وأوضح أنه للتفرقة بينة وبين هذه الالتهابات يجب أن يكون الطبيب متنبها إلى إمكانية وجود سرطان الثدى الملتهب ،ويمكن معرفة التشخيص النهائى عن طريق أخذ عينة باثولوجية ،وعمل الفحوصات المناعية والجينية اللازمة ،وللأسف فإن نسب الشفاء من هذا النوع " سرطان الثدى الملتهب " تقل عن نسب الشفاء فى النوع العادى الآخر، مؤكدا أنه فى مثل هذه الحالات فإن العلاج الكيميائى والعلاج الموجه يمثل الخطوة الأولى والأساسية فى بدء علاج المريضة ،ويلى ذلك إجراء الجراحة اللازمة لاستئصال الورم ،والتى تختلف حسب مدى استجابة المريضة للعلاج الكيميائى الأولىّ، ثم يلى الجراحة العلاج الإشعاعى ثم العلاج الهرمونى والموجه، إذا ثبت من الفحوصات النسيجية للورم المستأصل وجود حساسية لهذين النوعين.
وأكد الدكتور حسين خالد أنه ليس معلوما حتى الآن ما هى مسببات هذا النوع من سرطان الثدى الملتهب، ولكن هناك بعض الأبحاث التى تشير إلى أنه قد يكون من أحد أسباب حدوثه فيروس يسمى" MTV "مؤكدا أنه يجب على الطبيب والمريض فى حال الاشتباه فى وجود هذا النوع من سرطان الثدى ،أن يتم أخذ الأمور بحرص شديد لأن التأخر فى التشخيص لمثل هذه الحالات يؤدى إلى الإقلال من نسب الشفاء بصورة كبيرة.
وأشار الدكتور طارق شومان ، أستاذ علاج الأورام بمعهد الأورام القومى، إلى أن هناك تطورا كبيرا فى مجال العلاج الإشعاعى، حيث إن 70% من مرضى الأورام يستخدمون العلاج الإشعاعى، وهناك قوائم انتظار للعلاج الإشعاعى فى مصر بالرغم من زيادة عدد الأجهزة تقريبا فى جميع محافظات مصر فى وزارة الصحة، والجمعيات الخيرية والجامعات.
وقال الدكتور طارق شومان إن سبب هذه القائمة يرجع إلى وجود أجهزة قديمة ذات أعطال متكررة، وكذلك عدم وجود كفاءات متوافرة للصيانة الدورية، مما يؤدى إلى حدوث أعطال يومية، موضحا أن تأخير الجلسة فى حدود أسبوع إلى 10 أيام لا يكون فى الغالب له تأثير ضار، ولكن يتم تعويضه بزيادة جرعة الإشعاع.
وقال شومان إن العلاج الإشعاعى يصيب الخلايا السرطانية، وكذلك الخلايا السليمة المحيطة فى مجرى الإشعاع، ولكن تتميز الخلايا السليمة بقدرتها على الانقسام، مشيرا إلى أن نجاح العلاج يعتمد على إعطاء جرعة الإشعاع المناسبة للورم، وحماية الأنسجة السليمة المحيطة بأقل الأضرار، وهو ما نسميه علاجا إشعاعيا موجها، وهى نفس فكرة أدوية العلاج الموجه، والتى تقوم بمهاجمة خلايا السرطان والبعد عن الأنسجة السليمة.
وأضاف شومان أنه حدث تطور منذ عام 1895، باكتشاف آشعة إكس "لمستر رونتجن" واستخدامه فى علاج السرطان إلى اليوم، إذ حدث تطور فى تكنولوجيا العلاج الإشعاعى، مع الثورة الصناعية واكتشاف الكمبيوتر فى منتصف القرن الماضى.
ومن المعروف أن العلاج الإشعاعى يستخدم فى علاج السرطان فى حوالى 70% من المرضى كعلاج جذرى وحيد للمرض، أو كعلاج مصاحب للجراحة، كذلك يمكن استخدامه مع العلاج الكيميائى فى الأورام المتقدمة، موضحا أن العلاج الإشعاعى يستخدم جهازا حديثا يطلق عليه المعجل الخطى، يوجه الإشعاع إلى الهدف، وحماية الأنسجة السليمة المجاورة.
وأوضح شومان أن العلاج الإشعاعى هو علاج موضعى للورم مثل الجراحة، وليس له تأثير على باقى الجسم، ولكن الأدوية الموجهة تعمل على الجسم وتأثيرها يكون أقل على الورم الموضعى، مشيرا إلى أن الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعى تعتمد على عوامل كثيرة، مثل التكنولوجيا المستخدمة والقدرة على تطبيقه، وكذلك حجم جرعة الإشعاع المستخدمة، وحجم النسيج السليم الذى يتم التعرض لجرعات الإشعاع العالية.
وأكد أن جميع أجزاء الجسم يمكن استخدام العلاج الإشعاعى معها، ولكن بجرعات متفاوتة حسب طبيعة النسيج، موضحا أن تأثير العلاج الإشعاعى موضعى، لذلك تكون الأعراض حسب مكان الإشعاع، وهناك مقولة خاطئة إن المريض بعد انتهاء جلسة الإشعاع يكون مشعّا للمخالطين له، وهذا غير صحيح بالمرة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة