تسريبات الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، تدين دون أن يدرى جماعته وتوصمها بالعنف والإرهاب، عندما قال إن أكثر من 90 % من قتلى اعتصام رابعة كانوا من السلفيين، بما يعنى أنهم شكلوا العمود الفقرى للاعتصام، ورفضوا الخروج والعودة إلى منازلهم فى الممر الآمن، ولا يشفع لهم أن بعض قادتهم لعبوا على الحبلين، وكانوا يغازلون الدولة، فى إطار سياسة توزيع الأدوار.
تسريبات برهامى أثناء أدائه العمرة فى السعودية مع بعض أعضاء الدعوة السلفية، تكتسب أهميتها إذا صارح بها علنا أعضاء دعوته السلفية، وليس جموع المصريين الذين هم على يقين، بأن جماعة الإخوان التى تتمسح بالسلمية هى عصابة أرهابية دموية منذ نشأتها، ويصبح برهامى أكثر شجاعة إذا أنقذ أعضاء جماعته من شباك الإخوان، وقال لهم علانية ما ذكره فى التسريبات، بأن الإخوان كانوا يستهدفون زيادة القتل، وإراقة مزيد من الدماء حتى لو أصبحت انهارا، لاستغلالها سياسيا والمتاجرة بها، حتى يحدث انفجار ثورى، مثلما حدث فى جمعة الغضب، ولكنهم أخطأوا الحسابات، لأن الجيش والشرطة والشعب وقفوا ضدهم.
لم يقل برهامى هذا الكلام الخطير علنا، حتى يمنح نفسه كالمعتاد فرصه إنكاره وتكذيبه، لأنه يريد الحفاظ على منهج جماعته، فى مغازلة كل الأطراف، وهو يعلم جيدا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن قوات الأمن لم تستخدم السلاح إلا فى مواجهة من استخدموا السلاح، ورفضوا ترك الميادين والعودة إلى منازلهم.
ولكن يبدو أن السلفيين لا يختلفون عن الإخوان، ولو ركبوا الحكم لفعلوا فى مصر والمصريين أكثر مما فعله الإخوان، وأخطر ما فيهم أنهم يشكلون دائما الاحتياطى الاستراتيجى للإخوان، ويناصروهم ويقفون فى صفهم، ويلعبون السياسة بسذاجة ممزوجة بالدهاء، ظنا منهم أن النفاق هو السلاح الفعال، لحصد الغنائم فى أى معركة، أيا كان الطرف المنتصر فيها.
يا شيخ برهامى.. لقد قال عنك الإخوان بعد إذاعة التسريبات إنك من أراذل البشر، مثل قابيل وكنعان والسامرى ويهوذا وابن سبأ وابن العلقمى وأتاتورك، ودمغوك أوصافا لا أستطيع كتابتها، ولكن يمكنك الاطلاع عليها فى المواقع، فمتى تكون وجماعتك مع مصر وليس عليها، داعما للمواقف الوطنية وليس باحثا عن الغنائم السياسية، صائحا بالحق بدلا من الاحتماء وراء التسريبات؟.