محمود مرسى يكتب: وُلد فى مصر.. لن تصدق ماذا حدث له!!

الخميس، 18 أغسطس 2016 04:09 م
محمود مرسى يكتب: وُلد فى مصر.. لن تصدق ماذا حدث له!! حادث - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالأمس القريب قرأت خبر وفاة 23 شخصا بالإضافة إلى عدد كبير من الحالات الحرجة التى وُزعت على مستشفياتنا المنيرة المستنيرة ما بين جثث وفاقدى النطق جراء حادث كبير على طريق ميت غمر.. الحكاية عبارة عن فيلم تسجيلى يبدأ بمجرد مغادرتك لمنزلك إذا كنت مقيم فى مصر.. ملخصة كيف تنجو اليوم بنفسك من الطريق وتعود سالما إلى بيتك!؟ وهنا المعجزة!!.


طيب عشان تبقى عارف إن مصر ضمن أكثر 10 دول فى العالم تقع فيها حوادث طرق وبالتحديد زى ما أخبرنا السيد سامى مختار رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق، أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا فى حوادث الطرق، بنسبة 14 ألف ضحية سنويًا، و60 ألف مصاب، حيث تشير الإحصائيات لوقع حالة وفاة كل نصف ساعة.


المعدل العالمى لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة ما بين 10 و12، لكنه يصل فى مصر إلى 25، أى ضعف المعدل العالمى، وأيضًا يبلغ عدد قتلى حوادث الطرق لكل 100 كم فى مصر 131 قتيلاً، فى حين أن المعدل العالمى يتراوح ما بين 4 و20 قتيلاً، أى أن المعدل فى مصر يزيد على 30 ضعف المعدل العالمى، وأيضًا فإن مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلاً لكل 100 مصاب، فى حين أن المعدل العالمى 3 قتلى لكل 100 مصاب.

 

الدكتور مصطفى صبرى الخبير فى تصميم الطرق وهندسة المرور كتب بحثا طويلا ملخصه أن: أزمة الطرق فى مصر تنقسم إلى 3 مشكلات، الأول والأهم عدم وجود شبكة طرق مطابقة للمواصفات وتدنى خدمات السلامة والإسعافات الأولية، بجانب غياب الرقابة وعدم تطبيق قانون المرور، وثالثًا العنصر البشرى.

روى مسلم فى صحيحة بروايات متعددة: أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتقلب فى نعيم الجنة لأنه أزال جزع شجرة من الطريق كانت تؤذى الناس - واخد بالك - عمل حاجة عشان يمنع الأذية عن الناس فكانت سببا لدخوله الجنة، وفى رواية أخرى أن رجلا أزال غصن شوك من الطريق كان يؤذى الناس فغفر الله له فدخل الجنة. مجرد قيامك بعمل ما.. لمجرد أن تخفف عن الناس متاعبهم أو تمنحهم حياة أفضل فأنت تقوم بعمل عظيم يقترب بك من المغفرة والجنان .

 

وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قائلا "إذا مر أحدكم فى مجلس أو سوق وبيده نبل (سهم) فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها". مسلم.
 

ليست من عادة الرسول "ص" أن يكرر الكلام ثلاثا، وليس من عادته أن يجهر بنصح عام استثنائى إلا لخطورة الموقف، والموقف هنا أنك لو مشيت بين الناس وبيدك سهم، أو أداة حادة فلتمسك النصل فى يدك مخافة أن تؤذى أحدا.


الرسول يؤكد على السلام والسلامة فى الطريق العام، وكف الأذى عن الناس بكل سبيل، وأن تنشغل بفكرة منع الضرر عن الناس، وأن نتوقف عن الاستهتار والجهالة والعبث والإهمال الجسيم.


فى مصر يموت كل عام أكثر من 10 آلاف إنسان على الطريق، نتاج حوادث متفرقة الدولة شريك فيها، بطرق مهملة، وغياب الرقابة، وعدم النظام، واستهتار البعض شريك فيها، وهذا العدد الذى يموت أكبر من أى إرهاب تعرضت له مصر. بل هو يقتل أكثر من قتلى داعش فى سوريا والعراق.


الرسول "ص" تحدث عن نصل واحد تحمله فى يدك فلا تجرح إنسانا، فما بالك بمن يقود أداة للموت تقتل العشرات، أو يقود كلبا شرسا، أو توك توك فاقد الوعى هو وصاحبه! لو عاش النبى بيننا لكانت معايير التدين مختلفة، بدلا من تمتمات فارغة ومظاهر مخادعة واستمساك بمواقف وآراء لا تنفع الناس فى شىء.
 

الدين حياة.. وأما الموت فيتقنه الجميع، سهل أن تقتل بمسدس أو سكين أو مدفع، سهل أن تكون باردا مستهترا أنانيا، أو تقتل بسيارة مندفعة أو بإهمال طبى أو بفتوى هدامة، لكن صعب أن تمسك بكل نصال حاد فتضمه بيدك، حتى لو أدمى كفك، حتى تحافظ على حياة الناس.. صعب ذلك جدا، لذلك هو دين.

عطفا على ذلك، قام رجل إلى الرسول "ص" وقال علمنى شيئا ينفعنى، قال الرسول "اعزل الأذى عن طريق المسلمين" رواه مسلم.


حدث ذلك لأنه لم يكن متوافر لكل الناس أن تظل مجاورة للرسول تسمع منه وتعايشه. كثيرون كانوا يسافرون وينتقلون، وربما لا يروه إلا مرات قليلة يحفظون بعض الايات ويرحلون.


وهنا إجابة الرسول تعد أمرا محوريا، لأنه يختصر للرجل جانبا كبير من رسالته، أو منظار يرى الدين من خلاله، والنبى أوصاه بعمل اجتماعى، دنيوي، يرفع من جودة الحياة، ويجعله ينتمى للأرض، وللجمال، وللبشر، يساعدهم على حياة سهلة آمنة، وعمل يبنى المدينة، لا يهدمها.


قال الرسول "ص" "بينما مر رجل بغصن شوك فى الطريق كان يؤذى المسلمين فقال والله لأنحينه فشكر الله له فغفر له".. ورواية أخرى "فأدخله الجنة".


من يجنب الشوك، عن الطرقات، يشكره الله من فوق السماوات وعبر النجوم والمجرات. سيتكلم الله باسمك يا رجل. لأنك أحببت الناس. ولم تكن أنانيا أو سلبيا أو مستهترا. ولم تخف على بنطالك أن يناله التراب، وعرضت يدك لحمل الشوك حتى تحمى منه إنسانا غيرك. فما بالك بمن ينشئ كبري، أو يوسع طريقا أو يبنى جراجا، أو يحترم إشارات المرور، فما هو المقابل عند الله..!.

 

لكن يظل السؤال الأهم حتى اللحظة هو المسئولون اللى فى البلد مسئولون عن أيه ؟!










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة