بداية قبل أن أخوض فى هذا الموضوع أقول إن الفكرة التى أود الحديث عنها عبر عنها الكاتب شريف صالح على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، حيث كتب يقول: «هو ليه موقف يوسف زيدان وياسين عدنان ما يفضلش موقف شخصى يخص الاتنين ويعبر عنهم بس.. ليه الولع دا بتصفية الحسابات ونجيب مصر والمغرب وتاريخ ألف سنة ونجر القبيلة بكل سيوفها».
نعم متابعة ما حدث مع الكاتب يوسف زيدان فى المغرب على هامش مشاركته فى أحد الفعاليات، وقراءة ما كتب حول الموضوع لم أجد شيئا ذا بال يصل لدرجة أن تهتم الصحف هناك أو هنا بهذا الحدث، فهو أمر يحدث كل يوم فى كل مكان، فى المهرجانات الكبرى وفى نوادى الأدب فى قرى مصر، فالحكاية كلها هى أن رجلا يدخن «يوسف زيدان» فى مكان غير مسموح فيه بالتدخين يعترض آخر «ياسين عدنان» مستدعيا قوانين الندوة والمكان الذى هم فيه، فيحس الأول بأن هناك إهانة ما تعرض لها فيترك الندوة خارجا، فما الذى أضر بمصر والمغرب فى هذا الأمر السخيف، أعتقد لا شىء.
ما يزعج فى هذا الموضوع هو عملية التجييش التى بدأتها صفحات الفيس بوك، التى تبحث عن أى شىء لتحوله لمادة يصلح الحكى عنها والدوران حولها، بغض النظر عن منطقيتها وتأثيرها، أو حتى بدون قراءة حقيقية لدورها وخطرها وتحليلها، فقط كان الصوت المسيطر هو «مع أو ضد» وسارع البعض وأضافوا للحكاية ما يجعلها أكثر اشتعالا.
من الواضح أن الجميع فى عالمنا العربى يحكمهم فكر واحد فلا فرق بين شرقى وغربى ما دام يعيش فى الدائرة نفسها، فكلنا نعشق الحياة فى منطقة الأزمة ولا نفارقها، لقد تحول الأمر فى اختلاف بين كاتبين مخطئين إلى تربص عام بحياة بلدين شقيقين، ولا نستغرب ما دمنا نفكر بهذه الطريقة أن تتفاقم الأزمة حتى تصبح بتفاهة وسخافة الأزمة الشهيرة بين مصر والجزائر والتى حدثت جراء مباراة كرة القدم التى أقيمت فى السودان بحثا عن تذكرة الصعود لكأس العالم فى جنوب أفريقيا، ويومها حدث كثير من التفاهات، لكن فى المشكلة الأخيرة بين الكاتبين العربيين نحمد الله على كون كثير من المصريين غير ساقطين فى هوى يوسف زيدان ونتمنى ألا يكون المغاربة متعصبين لياسين عدنان وإلا لحدث ما لا يحمد عقباه.