جريمة بشعة جديدة شهدتها قرية بغداد بمركز ومدينة بدر بمحافظة البحيرة، بسبب الدجل والشعوذة والجهل، تمثلت فى مصرع سيدة على يد دجال خلال جلسة إخراج جن من جسدها.
مأساة حقيقية بما تحملها الكلمة من معانى أن تترك سيدة فى ريعان شبابها طفلين أحدهما رضيعا بعد موتها بلا أى ذنب سوا الجهل، فقد دفعت "نجلاء" حياتها ثمنا للجهل والخرافات، حيث لقيت مصرعها متأثرة بجراحها بعد علقة موت من دجال لإخراج جن من جسدها بالبحيرة.
تفاصيل الجريمة بدأت عندما قرر "على. م" أحد أهالى قرية بغداد بالتوجه بزوجته "نجلاء" إلى أحد الدجالين المشهور عنهم أعمال الدجل والشعوذة، وذلك بداعى إخراج الجن وعلاجها من المس، لكن بسبب الجهل والنصب باسم الدجل والشعوذة لقيت الزوجة مصرعها خلال جلسة إخراج الجن متأثرة بالعلقة السخنة والضرب الغليظ الذى تعرضت له.
أحداث الواقعة لم تكن فى طى النسيان والكتمان بل وصلت إلى مركز الشرطة عقب ارتكاب الجريمة، حيث تلقى اللواء علاء الدين شوقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إخطارا من اللواء محمد خريصة مدير المباحث من مركز شرطة بدر والمستشفى العام بوصول "نجلاء ج م" 23 سنة ربة منزل، مقيمة بقرية بغداد دائرة المركز، جثة هامدة.
وبتوقيع الكشف الطبى عليها بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأنه لا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وأن الجثة بها إصابات عبارة عن سحجات وكدمات بالوجه واليدين وأسفل الذقن والذراعين، وتوجد شبهة جنائية بالوفاة.
وفور انتهاء مفتش الصحة من تقريره، أبلغ مركز شرطة بدر بتفاصيل الواقعة، وعلى الفور شكل الرائد إسلام قطب رئيس وحدة مباحث مركز شرطة بدر، فريقا لإجراء التحريات برئاسته حول الواقعة.
ومن خلال التحريات، فجرت القضية عدة مفاجآت أولها أن زوج الضحية ووالدتها تسترا على حالة الوفاة، ولم يبلغان عن الواقعة، وثانيها أن الوفاة لم تكن طبيعية كما ادعى الزوج ووالدتها أمام مفتش الصحة، وأن سبب الوفاة يعود لشبهة جنائية كشفتها تحريات المباحث، أما ثالث المفاجآت هى أن الزوج وجد نفسه أمام جريمة مكتملة الأركان فقرر الاعتراف بتفاصيل جريمة الدجال وهى أن الدجال قام بضرب زوجته حتى الوفاة بداعى إخراج الجن، رابع المفاجآت هى اعتراف كامل من الدجال فور القبض عليه بتفاصيل الواقعة خاصة بعدما نجح فريق من ضباط مباحث البحيرة قاده اللواء محمد خريصة مدير المباحث، وضم العميد حازم حسن رئيس المباحث، والعميد خالد غانم رئيس فرع البحث الجنائى والرائد إسلام قطب رئيس وحدة مباحث مركز بدر، بالقبض عليه.
ووفقا للتحريات الأولية التى أجراها فريق المباحث بالقرية، والتى شملت عددا كبيرا من أبناء القرية وحول الضحية "نجلاء"، تبين أنها أم لطفلين بينهما رضيع عمره 4 أشهر ولا توجد بينها وبين أحد أى خصومات، وبسؤال زوجها "على. م س" عامل مقيم بذات العنوان، وأسرة المجنى عليها، لم يتهموا أحدا وأقروا بأن الوفاة طبيعية.
لم يكن أمام النيابة إلا إصدار قرار بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، وتكثيف جهود البحث، وبعد تطوير مناقشة الزوج أقر أمام العميد خالد غانم رئيس فرع البحث الجنائى، بأن زوجته كانت تعانى من حالة نفسية وذهب بها إلى أحد الدجالين لمعالجتها فتعدى عليها بالضرب بقصد إخراج جن منها.
وتوصلت تحريات فريق البحث التى قادها العميد حازم حسن رئيس المباحث والعميد خالد غانم رئيس فرع البحث الجنائى والمقدم هانى صبحى وكيل فرع البحث والرائد إسلام قطب رئيس وحدة مباحث المركز، إلى أن زوج الضحية ذهب بها إلى "محمد ع م" موظف بالصحة، مقيم النجيلة كوم حمادة "دجال"، حيث قام بتوثيقها بالحبال وضربها بعصى بقصد إخراج جن من جسدها.
وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بأن الضحية حضرت بصحبة زوجها وقام بتوثيقها وضربها بقصد إخراج جن منها، وأنها كانت بحالة صحية جيدة بعد جلسة العلاج، مؤكدا أنه لم يقصد نهائيا قتلها، وإنما كان هدفه علاجها حتى وقعت الكارثة.
تم تحرير محضر رقم 3958 إدارى مركز بدر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة التى تولت التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة