القاعدة الأساسية بالنسبة لى أنه كلما كثرت الشائعات عن شخص أو مؤسسة فإن ذلك دليل على قوة من تستهدفه الشائعات، فالشائعة هدفها تدمير شخص أو دولة أو مؤسسة لم تستطع كل الألاعيب والأساليب الأخرى تدميرها، وهى مرحلة أخيرة اعتمدتها أجهزة الاستخبارات فى الخارج كحل أخير أو على الأقل مساعد قوى لتحركات أخرى تجرى على الأرض لتدمير الشخص أو الجهة المستهدفة.
وإذا طبقت هذه القاعدة على الشائعات التى تستهدف الجيش المصرى من مجموعة يحركها وهم اسمه تدمير الجيش المصرى، سيزيد يقينى بأن الجيش المصرى قوى جدا لدرجة أن كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة التى حاولوا ضرب استقراره وقوته بها فشلت فى تحقيق هذه الأهداف الخبيثة، فكان البديل هو اللجوء للشائعات التى زادت حدتها خلال الأيام والأسابيع الماضية، محاولة ضرب العلاقة القوية والمتينة التى تربط الشعب المصرى بجيشه، لكن جاءت النتيجة عكس ما ذهب مروجو هذه الشائعات، فالترابط بين المصريين وجيشهم فى تزايد مستمر.
لن أذكر الشائعات التى حاول البعض الترويج لها ضد قواتنا المسلحة، لأنها أقل ما توصف به أنها ساذجة، وسخيفة فى نفس الوقت، خاصة أنها تكرر ما كان يردده قبل عامين تقريبا أنصار الجماعة الإرهابية، بأن القوات المسلحة تحظى بكل الامتيازات فى الدولة، رغم أن الحقيقة واضحة للجميع وهى أن الجيش حينما رفع شعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، فإنه وضع عقيدة مهمة بالنسبة له ولمصر كلها، أن قدرات قواتنا المسلحة لن توجه فقط للحرب أو الاستعداد له، أو حماية أمن مصر، وإنما فى تعمير مصر وتنميتها، وهى عقيدة يتبناها الجيش المصرى منذ سنوات، وبدأت دول كبرى تسير عليها الآن، بأن يشارك الجيش فى خطط التنمية، وهو أكبر دليل على صدق رؤية قيادات الجيش المصرى الذين يحملون على عاتقهم هدفا واحدا وهو حماية مصر، والحماية هنا لا تقتصر فقط على الجانب الأمنى فقط، وإنما حمايتها بتوفير كل مقومات الأمن القومى للدولة، من أمن اقتصادى واجتماعى وعسكرى أيضا وتأمين حدودها، وهو ما تعمل عليه قواتنا المسلحة ونجحت فيه بشكل أبهر الكثيرين ليس فقط فى محيطنا الإقليمى، بل فى العالم.
مشاركة القوات المسلحة المصرية فى تنمية مصر أمر بالتأكيد أزعج الكثيرين ممن كانوا يأملون فى أن تسقط الدولة المصرية، وألا تحقق الأهداف التى تم وضعها فى خارطة الطريق التى تم الإعلان عنها فى الثالث من يوليو 2013، بمشاركة كل القوى السياسية والقيادات الدينية المصرية، لكن استطاعت مصر بفضل التلاحم الكبير بين الشعب والجيش عبور عنق الزجاجة التى وجدنا أنفسنا بداخلها بعد عام من حكم الجماعة الإرهابية التى كانت تخطط لنفس ما تشهده تركيا حاليا بعد فشل عدد من القيادات العسكرية فى الإطاحة برجب طيب أرودغان وحزبه من الحكم، فأردوغان بدأ تنفيذ خطة يمكن وصفها بأنها تهدف إلى خصخصة الجيش التركى لصالح حزب العدالة والتنمية، فتم ربط أهم أسلحة الجيش برئاسة الجمهورية، وعمل على تفتيت الجيش وتوزيع بعض من مهامه إلى الشرطة التركية.
الإخوان كانوا يريدون فعل ذلك فى الجيش المصرى، وحينما فشلوا فإنهم يستخدمون الآن آلة الشائعات، علها تحقق لهم جزءا من مخططهم، لكن كل هذه المخططات ستفشل وتنكسر على صخرة قوية اسمها قوة الجيش المصرى وتلاحمه مع المصريين وارتباط المصريين به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة