الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يتسلم مصر غنية فأفقرها، ولا قوية فأضعفها، ولم يأت بالإخوان إلى سدة الحكم، بل جاء بهم النخبة الشاردة، وأصحاب مقولة «دول ناس طيبين ما نجربهم»، ولم يجلس على مقعد الحكم ثلاثين سنة أو حتى خمس سنوات، ورغم أننا جميعا عشنا الأيام الدامية التى مرت بها البلاد بعد 25 يناير، إلا أن نفس الأصوات التى جاءت بالخراب، عادت من جديد تكرر نفس الشعارات التى كادت أن تضيع البلاد.
السيسى ليس مسؤولا عن وقف عجلة العمل والإنتاج، ولا الاعتصامات والتظاهرات والاحتجاجات التى أدت إلى تخريب الاقتصاد الوطنى وهروب الاستثمارات، ولا عن الانفلات الأمنى وهدم جهاز الشرطة، ويكفى أنه فى عامين فقط ضخ فى شرايين الوطن استثمارات ومشروعات، لم تحدث من قبل فى مثل هذا الزمن القياسى، وبدأنا نشعر بالأمن والأمان، ولم يترك بابا خارجيا فى الشرق والغرب، إلا ويطرقه فى معركة استعادة الثقة مع العالم، رغم الضغوط والمؤامرات التى تحيط بالبلاد.
السيسى لم يتسلم الحكم من مبارك، وسعر الدولار ستة جنيهات ومعدل النمو 7.5%، والاستثمارات الأجنبية 11 مليار دولار سنويا، لكنه جاء بعد الإخوان وسنوات الفوضى والخراب والضياع، بل أنقذ بلدا من براثن الإخوان، تحاصره المشاكل والأزمات، من كل اتجاه ويوشك على الإفلاس، وأغرب ما نسمعه الآن من تفاهات، من «الإخوان» ومعهم ألد أعداء مبارك»، عبارة «ولا يوم من أيامك يا مبارك»، ليزرعوا الفتن ويبثوا الشائعات والأحقاد، وهم الذين أطاحوا بمبارك وبهدلوه وسقوه المر، ولم يرحموا مرضه وعجزه وضعفه وشيخوخته.
السيسى لم يتسلم سيناء آمنة وهادئة، بل حشد فيها الإخوان عتاة الإرهابيين من كل بقاع الأرض، وفتحوا لهم الأنفاق، وعبأوها بترسانات من الأسلحة والمتفجرات، والسيسى والجيش والشرطة يخوضون الآن حربا مقدسة لتحريرها، لا تقل ضراوة عن حرب أكتوبر المجيدة، ونحمد الله أن الدولة عادت تبسط قبضتها على، وفرق السما من الأرض يوم تسلم السيسى حكم مصر والآن.
فلتسأل النخبة الشاردة نفسها: من الذى جرّف احتياطى النقد الأجنبى، ودمر السياحة وأسقط الطائرة الروسية؟ ومن الذى يعبث بالأسعار والغلاء وأزمة الدولار؟.. وهل من مصلحة الوطن التشكيك فى كل إنجاز؟ وهل يحتاج الفقراء ومحدودو الدخل تضافر الجهود لرشاعة الأمل ومد مظلة تأمينة قوية، تحميهم من الآثار السلبية لخطة الإصلاح؟ أم المزايدة على مشاكلهم والمتاجرة بمعاناتهم، والعودة إلى محطة الضياع؟