تحل علينا الذكرى الـ138 على رحيل الكاتب والأديب محمد حسين هيكل، الذى ترك وراءه إرثا عظيما من المؤلفات الأدبية والفكرية للأجيال المتتابعة، ورغم تأثره بالحضارة الغربية وعلومها، إلا أنه لم ينحرف عن المسار فاجتهد فى كتابة التاريخ الإسلامى على نحو جديد بجانب طريقته المتميزة فى تحليل القضايا.
ولهذا نقوم بعرض عدد من إصداراته حيث تأتى البداية لـ
رواية "زينب"
"زينب" وهى أول رواية كتبها الراحل محمد حسين هيكل، وتدور أحداثها حول بؤس الحياة فى الريف والذى ينشئ من إنكار أهل الريف لمتطلبات القلب البشرى ووقوفهم أمام علاقة الحب وعدم اعترافهم بها وبشرعيتها ويتمثل هذا فى شخصية "زينب" والتى نبعت مأساتها من نفس المنبع الذى نبعت منه مأساة "حامد" فهى فتاة رائعة الجمال يجعل منها المؤلف كزهرة متفتحة وكأنها لوحة من لوحات الطبيعة وتلك الزهرة لا ينقصها إلا أن تجد من يقاسمها سعادتها، كما ترصد الرواية التعبير عن حب المؤلف لوطنه وإعجابه الكبير بجمال ريف بلاده ويتمثل هذا الجزء فى الرواية فى وصف الطبيعة، التى تشغل المساحة الأكبر ونظرا لأن هيكل متأثر بموقف الرومانسيين فقد حرص على وصف الريف وصفا مستوعبا شاملا وبأسلوب جميل وشاعرى.
رواية "هكذا خلقت"
رواية واقعية لمحمد حسين هيكل، عبر فيها عن فكرته بقوة ومهارة فائقتين، كتب هذه الرواية فى أواخر عمره، لذا فهى تمثل آخر ما وصل إليه فكره وإبداعه، فبدأها بمقدمة قال فيها إن البطلة موضوع المأساة قد وضعت بين يديه مخطوطة، تتناول فيها أحداث حياتها، وتناقش الرواية أمورا أخرى مهمة وأن تطرح قضايا ما زالت موضع الاهتمام حتى اليوم، والتى تتصل بحياة المرأة فى المجتمع مثل الحجاب والسفور أو بقاؤها فى البيت وعنايتها بتربية أولادها أو انقطاعها عن الدراسة، بالإضافة لمشاركتها فى الحياة العملية وغيرها من القضايا التى أسهب المؤلف فى شرحها على لسان البطلة أو غيرها من الأشخاص.
"مذكرات فى السياسة المصرية"
أودع الدكتور هيكل الأجزاء الثلاثة من مذكراته فى السياسة المصرية خلاصة تجربته السياسية على مدى أربعين عاما "1912 -1952" شارك فى معظمها فى صنع السياسة المصرية ومعالجة قضاياها، والكتاب يتألف من عشرة فصول تتضافر فيما بينها فى رسم صورة رائعة لمصر ما قبل يوليو بعيدا عن الضبابية والتعتيم التى غلبت على سير أخرى كثيرة تناولت هذه الفترة، فهو فى هذه المذكرات لا يروى سيرته كشخصية فذة فحسب، بل يروى كذلك مسيرة وطن.
"الإيمان والمعرفة والفلسفة"
يستعرض فيه المؤلف الاستقطاب التاريخى القائم بين رجال العلم والدين، حيث يرجع الخلاف التقليدى بين هذين الفريقين إلى منطلقات منهج النظر، فالفريق الأول ينطلق من أسس تجريبية حسية، بينما الفريق الثانى ينطلق من أسس ميتافيزيقية غيبية، ويحاول "هيكل" من خلال هذا العمل تجاوز التعارض القائم بين الفريقين، فالدين والعلم متكاملان، فعلى الرغم من أن العلم يوسع من رقعة المعلوم إلا أنه يزيد فى المقابل من رقعة المجهول أضعافًا مضاعفة، لذلك يبقى العلم قاصرًا عن الوصول للرؤية الكلية والنهائية التى يمدنا بها الدين.
كتاب "فى منزل الوحى"
قدم الأديب الراحل محمد حسين هيكل من خلال كتابه وثيقة تاريخية وأدبية فريدة فى أسلوبها، عظيمة فى أثرها، غنية ووفيره بما تحمله من معانٍ كثيرة، وروحانيات عالية، تسمو بالنفس لتطوف بها حيث طاف النبى وصحبه، ويحمل لنا كثيرًا من المعانى التى جاشت فى خاطره أثناء زيارته لمهبط الوحى وموطن الرسالة المُحمدية، فكانت خواطر مليئة بالإيمان تبحر بنا فى أعماق الماضى بصورة حديثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة