تغيرت لهجة حزب النور الذراع السياسى للدعوة السلفية، قبل انتخابات المحليات عما كانت من قبل انتخابات البرلمانية، فقبل إجراء "البرلمانية" أعلن الحزب مرارا وتكرارا أنه يمتلك شعبية قوية، وأنه يستهدف الحصول على الغالبية فى المجلس، لكن الآن قبل الخوض ماراثون "المحليات" فاجأ الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور "السلفى" الشارع السياسى بتصريح مفاده إن 80% من كوادر وأعضاء حزب النور يرفضون انتخابات المحليات وذلك لما رأوه فى الانتخابات البرلمانية السابقة من خلل وتجاوزات.
تصريحات "مخيون" تحمل فى طياتها الكثير من التفسيرات، فهل الحزب يؤهل نفسه للفشل فى انتخابات المحليات؟ أم أن الحزب يمهد لعدم المشاركة فى انتخابات المحليات ومن ثم ينسحب من المشهد السياسى برمته؟ أم أن الحزب يعرض نفسه على القوى السياسية من أجل السماح له بالمشاركة فى أى تحالف سياسى؟
إجابة التساؤلات سالفة الذكر فى السطور التالية سواء من داخل حزب النور نفسه، أو من خبراء شأن السياسى، حيث قال الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المكتب الرئاسى لحزب النور، إنه يرى أنه إذا شارك حزب النور فى انتخابات المحليات فإن هذا سيعد انتحارا سياسيا، خاصة بعدما شارك الحزب فى الانتخابات البرلمانية ولم تشهد مشاركة كثيفة من قبل المواطنين على الانتخابات.
وأضاف عضو المكتب الرئاسى لحزب النور، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه إذا شارك حزب النور فى انتخابات المحليات فإنه بذلك يكون قد أخطأ، لأن الجو السياسى العام سيئ، والمشاركة أصبحت لا لزوم لها، خاصة فى ظل انخفاض المشاركة فى الانتخابات بشكل عام.
وبشأن إذا كان هذا سيعد انسحابا من المشهد السياسى بشكل كامل، قال عضو المكتب السياسى لجماعة الإخوان، إن هذا لا يعد انسحاب من العمل السياسى، ولكن دخول النور فى انتخابات المحليات سيعد خسارة له، وبالتالى من الأفضل عدم المشاركة، موضحا أن الحزب لم يحسم موقفا نهائيا من المشاركة.
يأتى هذا فى الوقت الذى أصدر فيه الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، بيانًا بخصوص مشاركة الحزب فى انتخابات المحليات القادمة، قائلا إن: "غالبية كوادر وقواعد الحزب -مايقرب من 80%- ترى عدم المشاركة فى الانتخابات المحلية القادمة، وذلك لما رأوه فى الانتخابات البرلمانية السابقة من خلل وتجاوزات - حسبما وصف البيان- ".
وأضاف رئيس حزب النور، فى بيانه أن التجاوزات فى الانتخابات البرلمانية الماضية، تمثلت فى قانون انتخابى مجحف غير عادل، وممارسات إقصائية شديدة تجاه حزب النور، مع استمرار هذا الوضع، وعدم حيادية أجهزة الدولةـ على حد قوله-
من جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حزب النور يتجه إلى الانعزال السياسى، والبعد عن المشاركة السياسية، خاصة أن الحزب السلفى لم يعد قادرا على تكوين تحالفات سياسية، كما أنه يخشى الهجوم عليه فى انتخابات المحليات كما حدث فى الانتخابات البرلمانية الماضية.
وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن حزب النور تعلم من النتائج السلبية التى شهدها فى الانتخابات البرلمانية الماضية، بعدما لم يحصل سوى على 12 عضوا فقط فى البرلمان، ولكن قد يكون ذلك سببا غير مباشر فى قرار معظم كوادره بعدم المشاركة فى انتخابات المحليات.
وأوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حزب النور يرى فرصه فى انتخابات المحليات ضعيفة، خاصة إذا كانت المحليات ستكون بالقائمة المغلقة، فى ظل عدم قدرة الحزب على تشكيل تحالفات يشارك فيها بالبرلمان.
وبدوره فسر الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تصريحات حزب النور بشأن انتخابات المحليات، بأن الحزب يستهدف إبراء ذمته أمام القوى السياسية حال فشله فى انتخابات المحليات، متسائلا ماذا جرئ فى انتخابات البرلمانية ليعترض قواعد حزب النور على خوض المحليات؟.
وأضاف "فهمى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع":" حزب النور لديه مشكلة وهى عدم وضوح الرؤية السياسية وعدم التعامل مع الوضع السياسى الحالى، ولذلك هناك غياب شبه تام لنوابهم فى مجلس البرلمان" مضيفًا:" حزب النور لم يعد له دور مؤثر فى المشهد السياسى الحالى وهذا سوف يمتد إلى المحليات".
وقال "فهمى": "تصريحات حزب النور عن انتخابات المحليات تصريحات سياسية الهدف منها إبراء الذمة، نظرًا لأن الحزب لم يمتلك قواعد جماهيرية يستطيع من خلال خوض انتخابات المحليات إلا فى عدد قليل من المحافظات".
وأضاف: "أمام حزب النور سيناريوهان، الأول خوض انتخابات المحليات فى المحافظات المتواجد فيها بكثافة وهى محافظات معقل السلفيين كالإسكندرية، والبحيرة" أما السيناريو الثانى عدم المشاركة فى انتخابات المحليات وهذا أنا استبعده تماما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة