ماذا لو لم يسافر د. أحمد زويل رحمه الله لاستكمال دراسته فى أمريكا أو كان أقصى طموحه الحصول على درجة الدكتوراه والعودة سريعا للتدريس فى مصر حتى مماته؟ على أحسن التقديرات كان سيصبح عميدا لكليته أو رئيسا لجامعته وربما صار محافظا أو وزيرا ما لو كان يملك مهارات إدارية وعلاقات جيدة بمن حوله وبأصحاب القرار، ولما حصل بالتأكيد على جائزة نوبل ولما اقترن اسمه بالفيمتوثانية، لكن نبوغ وطموح ومهارات وتحدى زويل جعله يحلق بعيدا عن المعوقات الإدارية والمعيشية والبيروقراطية التى حجمت ووئدت الكثير من إمكانات وإبداعات وطموحات الكثير من العلماء فى مصر ممن استسلموا لما يعيقهم وأعزوا عدم استكمال مسيرتهم العلمية وتحقيق أهدافهم المرجوة لأسباب بعيدة عنهم، لكن زويل طمح واجتهد لتحقيق طموحه حتى وصل لأكثر مما تمنى ونال أبعد مما تخيله فى بداية مشواره العلمية، وربما كان محظوظا فى ذلك لكن كما قال زويل فى إحدى حواراته التليفزونية "إن الحظ لا يذهب إلا لمن يستحقه، ولا يأتى فى أثناء نوم الإنسان ولابد أن يجتهد الإنسان لكى يحصل على ما يريد".
وماذا لو بدأ تحقيق حلم الراحل زويل مبكرا منذ حصوله على نوبل فيما يخص إنشاء مشروعه العلمى فى مصر والوطن العربى، وماذا لو كانت هناك إرادة حقيقية لدعمه والاستفاده من علمه وقدراته، بيد أن ذلك لم يحدث وإنما أكدوأ مقولة زويل " الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء!! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل"، ولكن أن تأتى متأخرا خيرا من ألا تأتى مطلقا؛ فبادرة أمل حقيقية وخير آت فى ظهور وإنجاح " مشروع زويل " مؤخرا فى عهد وبدعم سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتحقيق نتائج متميزة ومتقدمة على المراكز والمؤسسات العلمية المماثلة رغم حداثته وحاجته للدعم المادى والفنى لتحقيق بعض ما تمنى د. زويل لأكثر من ثلاثين عام مضت.
وماذا لو رفضت يد زويل مصافحة الأيدى الأسرائيلية التى أمتدت له طويلا للأستفادة من علمه - الذى هو ملك للعالم أجمع- فى ظل الإعراض العربى طويلا عن يده الممدودة لأمته بحب وإخلاص لمعاونتها وإفادتها، بالتأكيد كان سيخسر كثيرا لو عادى الآخر وربما كانت أكبر أثرا على مسيرته وحياته ما يفوق كثيرا جدا الفشل المهارى والسقوط الأخلاقى للاعب الجودو المصرى المنهزم 0- 100 والذى لم يجمل هزيمته بالسلوك الرياضى فى مصافحة الخصم أو العدو بعد إعلان النتيجة؛ فلا يجب إذن أن يقدح بعض المتشدقين والمنقادين فى ذكاء وفطنة الراحل د. زويل، ولعلها تمتد الأيادى العربية مستقبلا للأستفادة من عقول وخبرات أبناءها وعلماءها فى الداخل والخارج الذين حققوا نجاحات عالمية أو ساعدوا فيها من أجل تحقيق نتائج إيجابية ملموسة فى كافة مجالات الحياة فى الوطن العربى والتوجه نحو العلم والتنمية المستدامة بدلا من الطائفية والصراعات والحروب التى تزهق الأرواح وتدمر الثروات وتشوه التاريخ وتهدم الحضارات الموروثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة