عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا سقطت الأندلس؟ «44»

الأحد، 21 أغسطس 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح ملوك إسبانيا فى دس عملاء لهم فى قصر آخر ملوك الأندلس أبوعبدالله الأحمر ملك غرناطة وذلك بهدف معرفة حركاته وسكناته، وكما يقول محمد عبدالله عنان وكتب المؤرخين إن الملكين الإسبانيين قاما بدس رجلين مسلمين يفترض فيهما الولاء لأبى عبدالله وليس للصليبيين، وهما وزيرا أبى عبدالله «أبى كماشة وابن عبدالملك»، وبعد مرور عام واحد فقط على إقامة السلطان أبى عبدالله فى أندرش حتى بدأ الملكان الصليبيان فى تنفيذ خطتهما فى طرد أبى عبدالله من الأندلس، بدأت المفاوضات سرًا بين وزير الملك الصليبى ووزير السلطان المخلوع ولم يكن أبوعبدالله يعلم شيئًا عن هذه المفاوضات ولم يأذن لهما فيها حتى تم الاتفاق على كل بنود الطرد المهين وبموجبه يتنازل أبوعبدالله عن كل أملاكه وحقوقه نظير مبلغ معين من المال.
 
ولما علم أبوعبدالله بالأمر كاد أن يبطش بوزيره ولكن الوزير الذكى استطاع أن يقنع أبا عبدالله بأن البقاء فى أرض العدو فى ظل العبودية والهوان لا يليق به، وليس مكفول السلامة والأمان، وأن العبور لأرض الإسلام خير وأبقى، فاقتنع أبوعبدالله بالأمر ولكنه طلب مقابلاً من المال أكثر مما عرض عليه ودارت مساومات ومفاوضات حتى استقر الأمر على أن يخرج أبوعبدالله من الأندلس نهائيًا ويتنازل عن كل أملاكه بالأندلس نظير واحد وعشرين ألف جنيه هبى، وبالفعل تم عقد الطرد المهين لآخر ملوك المسلمين فى 23 رمضان 898 هـ.
 
وقد كتب أبوعبدالله موافقته على الطرد وهذا هو نص الموافقة التى تدل ألفاظها ومعانيها على مدى الهوان والذل التى وصل لها حال سلطان المسلمين، ويكشف عن السبب الحقيقى لسقوط الأندلس وفيه: «الحمد لله إلى السلطان والسلطانة أضيافى أنا الأمير محمد بن على بن نصر «خديمكم» وصلتنى من مقامكم العلى العقد وفيه جميع الفصول الذى عقدها عنى وبكم التقديم من خديمى القائد أبى القاسم المليخ ووصلت بخط يدكم الكريمة عليها وبطابعكم العزيز وأنى أحلف أنى رضيت بها بكلام الوفا مثل خديم جيد وترى هذا خط يدى وطابعى أرقيته عليها لتظهر صحة قولى» ولقد فرح الصليبيون بهذه الوثيقة لدرجة أنها أصبحت تراثًا قوميًا يورث عندهم وما زالت موجودة فى متحف مدريد الحربى بصورة مكبرة يراها زوار المتحف كمفخرة من مفاخر الصليبيين على أهل الإسلام، وللحديث بقية غدا إنشاء الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة