استمرت على كورنيش السويس القديم أزمة إهمال قصر محمد على بالسويس، ولم تتحقق الوعود المتكررة من وزارة الآثار والتنفيذيين بمحافظة السويس بإعادة ترميم القصر الأثرى وإنقاذه، حتى تحول حاليا إلى موقع معروف لإلقاء القمامة والتخلص منها وغرق القصر فى تلال القمامة، ووجدت الكلاب الضالة مأوى لها داخل القصر، ليتحول القصر من أهم قصور أسرة محمد على إلى منزل للكلاب الضالة.
الاهمال داخل القصر
وقال محمد أبو سمرة، من السكان المجاورين لقصر محمد على، "مفيش فايدة كل شوية يقولوا هينقذوا القصر ويرمموا القصر ومفيش أى حاجة بتحصل، بل على العكس الوضع بيزداد سوء وتحول القصر إلى مقلب للقمامة ومأوى للكلاب الضالة، الذين اتخذوه ماوى لهم بشكل دائم".
وأكد أبو سمره، "أن القصر نهبت محتوياته، بجانب أننا علمنا أنه خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى كانت رصدت 20 مليون جنيه لترميم القصر ولكن تم تحويلهم وقتها إلى محافظة الشرقية مسقط رأس محمد مرسى، مؤكدا أن سائحين إسرائيليين جاءوا إلى القصر وشاهدوا الكارثة وقالوا لنا إيه الخيبة دى، ووصفوا ما شاهدوا بخيبة المصريين لعدم حفاظهم على كنوز أثرية مثل قصر محمد على فى السويس.
الإهمال يواصل تدمير قصر محمد على بالسويس by youm7
ويكشف صابر فريد، أحد السكان بالكورنيش القديم، أنه للأسف يشاهد كثيرا أطفال الشوارع يدخلون إلى القصر ويرتكبون الفواحش داخل القصر المهمل فى غياب كامل لمديرية الآثار بالسويس، خاصة أنه لا توجد حراسة عليه مما تسبب فى تحوله إلى مأوى لأطفال الشوارع.
قبة قصر محمد علي
وأكد صابر، أننا قمنا من قبل بالإمساك بأطفال شوارع داخل قصر محمد على خلال قيامهم بارتكاب الرذيلة والفجور داخل القصر التاريخى، وطالبنا كثيرا بضرورة وجود حراسة ولكن لا شىء يتحقق على الأرض. ويؤكد مسئول بالجهاز التنفيذى بالسويس "طلب عدم ذكر اسمه"، أن محافظ السويس السابق اللواء العربى السروى طلب من وزير الآثار منذ عام ونصف ترميم القصر وأبلغته وزارة الآثار أنها حاليا لا تستطيع ترميمه بسبب قلة الإمكانيات ولكنها مؤقتا ستحافظ على ما تبقى من القصر.
حوائط القصر
وقال الدكتور على السويسى، أستاذ تاريخ الفنون بجامعة السويس، أنه تم تشييد قصر محمد على باشا منذ حوالى 151 سنة عام 1812 فى عهد محمد على، وانشأ القصر مباشرة على البحر بمنطقة الخور بشارع النبى موسى، والذى يتكون من طابقين وقبة عالية على أفخم طراز على التصميم التركى، كما كان مقرا لأسرة محمد على للأشراف على إنشاء أول ترسانة بحرية فى مصر، كما كان يقضى فيه محمد على بعض شهور السنة، وكان مقر ابراهيم باشا نجل محمد على من أجل التخطيط للحملات المصرية فى السودان والحجاز، وأشرف منه على سفر جنود الحملة بالإضافة إلى أن الخديوى قد خصص جانباً من القصر لإنشاء ثانى أقدم محكمة شرعية فى مصر خلال الحكم العثمانى، والتى تم افتتاحها عام 1868 م، ولاتزال اللوحة الرخامية تحمل تاريخ افتتاح المحكمة وهى معلقة أعلى مبنى القصر إلى الآن.
وأضاف على السويسى، كما عاصر القصر الكثير من الصراعات والتدهور بعد أن استولت عليه الحكومة وتحول إلى ديوان عام للمحافظة حتى قيام ثورة 1952 م، وعندما صدر قرار جمهورى بتحويل ممتلكات العائلة المالكة إلى الدولة أصبح القصر رسمياً مقراً لديوان عام محافظة السويس عام 1958 م، وتم تقسيم القصر إلى ثلاثة أقسام؛ الدور الأرضى لإدارة المرور، وقسم السويس، والمحكمة الشرعية، أما الدور العلوى فتم تخصيصه لقسم السويس والمباحث الجنائية فى عام 1962 م.
القصر يغرق في اتلال القمامة
ويؤكد خالد هاشم، مسئول سابق بمديرية الآثار بالسويس، أنه تم نقل مقر المحافظة وكذلك إدارة المرور والمحكمة الشرعية من القصر، بعد انشاء مبنى خاص بها، عام 1982، وتم انشاء مجمع كبير للمحاكم، وتحول بعدها إلى قصر مهجور محطم النوافذ والأبواب يسكنه الخفافيش والغربان والذى تحول إلى مقر لأطفال الشوارع واللصوص.
من جانبه، قال اللواء أحمد الهياتمى، محافظ السويس، أنه أكد على مسئولى التخطيط العمرانى وحى السويس على انهاء اعمال رفع المساحة للقصر وعمل دراسة للمنطقة المحيطة بالقصر على مساحة 500 متر من جميع الاتجاهات والشوارع المحيطة به مع تحديد الأماكن والمبانى الأثرية القريبة للقصر، مشيرا إلى أن هناك دراسة بيئية وعمرانية للقصر يتم إعدادها من قبل المسئولين عن الترميم بوزارة الآثار.
وكشف المحافظ، أنه طوال الفترة الماضية طالب وزارة الآثار بضرورة ترميم القصر، مؤكدا أننا اتخذنا خطوات كبيرة من أجل الترميم فى القصر والحفاظ علية، فهو جزء من تاريخنا ويجب الحفاظ عليه.
قبة قصر محمد علي
القصر يغرق في اتلال القمامة
الاهمال داخل القصر
حوائط القصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة