بضاعته لاتقدر بثمن، مكوناتها تروى تاريخ وملامحها تؤكد هوية المكان، يعرضها للبيع بحسرة ويعزى نفسه فى ركود سوقها بعبارة "اللى ماتحتاجه اليوم تحتاجه بكره" إنه التاجر "حسين عبدالكريم أبوحلاوه" وبضاعته مشغولات بدوية نادرة جميعها مصنع يدويا وتمثل جانبا من أدوات المعيشة، وملابس ومنسوجات، وأدوات زينة وصيد الطيور وأغطية ومستلزمات الإبل والخيل، وكلاب الصيد والحراسة، وشباك نقل الغلال وغيرها من أدوات يحتفظ بها مرصوصة بتلقائية، وبدون ترتيب فى دكانين صغيرين متقابلين يقعان على فى منطقة قلعة العريش الأثرية وسوق الخميس وسط مدينة العريش، ويمثل المحلان معرض دائم لكنوز نادرة من تراث بدو سيناء.
دكان " ابوحلاوة " اشهر معرض بالعريش لبيع منتجات... by youm7
ثروة من التراث
وحده التاجر "حسين" يستطيع فك طلاسم كل تلك الثروة من التراث " المكومة " فوق بعضها البعض فى هذين الدكانين المسقوفين بالخشب وحوائطهما جدران من الطوب القديم فهو من يمتلك أصل وتاريخ كل قطعة وضعها بيديه فى مكانها الذى تستحقه، وينتظر أن يأتى إليه"زبون" يدرك ويقدر قيمتها، وكشف "أبوحلاوة" من داخل دكانه لـ"اليوم السابع"، جانبا من أسرار كنوزه التى يحتفظ بها بقوله: "إن الدكانين الذين يمتلكهما ورثهما عن والده منذ 30 سنة مضت، وحرفته ومهنته التى يعتز بها ويمارسها فى هذا المكان هى تجارة الأدوات التراثيه"، واستطرد قائلا "أنه عندما ورث المهنة من والده لم تكن هذه الأشياء تراثيه وكانت مستلزمات أساسية فى كل بيت بسيناء فى البادية والمدن وأنهم كانوا كتجار يحضرونها ويبيعونها لزبائنهم، ومع مضى الوقت تحولت هذه الأشياء من أدوات وقطع عادية إلى نادرة وأصبحت محط إقبال السائحين والمهتمين، إضافة لمن لايزالون يستخدمونها فى حياتهم اليومية خصوصا أبناء مناطق البادية.
بضاعة لاتقدر بثمن
وتابع قائلا أنه يمتلك بضاعة فى دكانيه لاتقدر بثمن بعضها قديمة جدا، وأخرى جديدة ولكنها مصنعة يدويا ومن هنا تأتى ندرتها، وأشار أن التجارة فى هذه البضائع هى مصدر لقمة عيشه، ولا يعنيه انه يبيعها بسعر محدود ويتم تداولها وبيعها من قبل آخرين فى الفنادق والمعارض السياحية بأسعار مضاعفة وبالعملة الصعبة، مؤكدا أنه أيضا يبيع بضاعته لمن يحضر لشرائها بعد ضمان تصريفها، ومالا يتم تصريفه يعود إليه لأنه تاجر أدوات تراثية وكلها أدوات ذات قيمة والبعض فى الوقت الجارى لايدرك قيمتها التى تتضاعف مع مرور الوقت.
وقال انه لايعترف بما يسمى ركود السوق ففى تجارتهم يعتبرون حكمتهم هى "أن مالا تحتاجه اليوم تحتاجه بكره" و "كل شى له لزومه عند الحاجه اليه".
معروضات تراثية
واستعرض "أبوحلاوه" جانب من معروضاته التراثية النادرة للبيع والتى جميعها لاتخضع لسعر ثابت ولكنه متغير يحكمه قيمة كل قطعة بما بذل فيها من جهد ومنها "القنعة المطرزة بالخيوط الملونة " و"الثوب البدوى" و"البرقع المرصع بالحلى والعملات الفضيه"، و مشغولات مصنوعة من الخرز.
إضافة إلى مشغولات خاصة بالإبل ومنها أدوات قيادة الجمل والتحكم فيه وهى "صريمة جمل من الصوف" تحكم وجه البعير ومنه يوثق الرسن، و"قراصات" لتتحكم فى حركة "البعير" اثناء قيادته و"غبيط الجمل" وهو أداة الركوب، إضافة لأدوات ركوب الخيل ومستلزماتها المختلفة.
ويشير " أبوحلاوة " إلى أن هذه الأدوات مصنوعة يدويا من صوف الأغنام ووبر الإبل ومنها ماهو مصنوع من الحرير.
بيت الشعر وشباك نقل الغلال
ومن معروضاته التى يحتفظ بها "بيت الشعر البدوى" وهو البيت الذى كان يستخدمه البدو كمنزل فى فصل الشتاء، ولايزال بعضهم يستخدمه حتى يومنا هذا وآخرين تخلوا عنه بعد أن سكنوا بيوت الأسمنت ومنهم من يحتفظ به ويقوم بنصبه بجوار منزل الأسمنت كإرث تراثى يعتزون به، و"الشبك" وهو أداة نقل قش القمح والشعير والعدس بعد حصاده على ظهور الإبل فى الماضى.
ادوات منزلية قديمة
ومن الأدوات المنزلية القديمة التى يحتفظ بها ويعرضها للبيع فى دكانة "إبريق ماء بلاستيكى قديم"، وإبريق الفخار و"بكارج الهوة النحاسية" ، وفناجين القهوة العربى الصغيرة، و"القدح الخشبى" و "لمبة الجاز"، و"فانوس الجاز"، و"الرحاة" التى تستخدم فى طحن القمح والعدس، و"المنقد" وهو أداة إشعال النار، و"مناخل" لنخل الدقيق من العوالق، ومناصب تستخدم لتحميل أدوات الطهى عليها على النار، و"صاج" لخبز الدقيق.
أدوات صيد الطيور والحيوانات
وفى ركن فى المحل خاص بأدوات الصيد يعرض أنواعا مختلفة من "الفخاخ" بعضها يستخدم فى صيد العصافير وأخرى الطيور النادرة والبعض يستخدم لصيد "الضباع" و "الكلاب الضالة" و "الثعالب" و الأرانب البرية، وأدوات صيد الصقور ومنها "شرك" بأنواع ومقاسات مختلفة ، و"قناع للصقر" فضلا عن أدوات خاصة بكلاب الصيد، وأقفاص مصنوعة من جريد النخل لحفظ الطيور.
كما يعرض أنواعا مختلفة من "العصى" المصنعة من أنواع مختلفة من الأخشاب ومحلاه بالخرز بعضها يستخدم "عكاز" لكبار السن، وأخرى عصا للدفاع عن النفس، وعصا خاصة بالرقص مطرزة بخيوط تنتهى بقطع متراصه من الخرز الملون.
تطويع التراث
ويقول التاجر " حسين أبوحلاوة "، إنه استطاع توفير أدوات تراثية تستخدم فى حياتنا اليومية وهو مايعرف بتطويع التراث ليكون صالحا لكل وقت ومن هذه الأدوات مفارش تم تسجها بخيوط من الصوف، وأخرى تستخدم لفرش السيارت وميدليات للمفاتيح،وادوات منزليه وخرج للدراجات البخارية، وستائر.
صناع مهرة
ويشير "أبوحلاوة" إلى أن من يقف وراء صناعة هذه الأدوات هم صناع مهرة من عامة الناس من بدو سيناء من رجال وسيدات، ويتم تصنيعها فى المنازل لتحسين الدخل ويقوم هو بشرائها بشكل نهائى وعرضها فى دكانة للبيع، وهو يعرف الأماكن والأشخاص الذين يقومون بتصنيع هذه الأدوات والمشغولات وكلما حدث رواج لبضاعته ينعكس اثره على هؤلاء وهم بسطاء.
واعرب "أبوحلاوة" عن أمله أن يتم الاهتمام بصناعة المشغولات وتصريف منتجها لأنها تعنى فتح أبواب رزق جديدة لكثير من أبناء البادية فى القرى من مختلف الأعمار فضلا عن أنها تحافظ على ثروة تراثية تتميز بها سيناء.
وأشار إلى أنه عاتب على كثير من الجهات الرسمية التى لاتهتم بإنشاء معارض لهذه المنتجات التراثية.
مفرش من الصوف البدوى
خرج جمل مرصع بالخرز
برقع بدوى
أداة إشعال النار
منخل للدقيق
عصا قديمة مختلفة
أدوات منزلية
حزام للزينة مطرز بالخيط والخرز
لمبات جاز قديمة
أدوات للخيل
ثوب بدوى مطرز
حبال من الصوف للجمال
عصا مرصعة بالخرز
فخ لصيد الأرانب البرية