خلاصة القول من سلسلة «لماذا سقطت الأندلس؟»، التى استمرت أكثر من 40 مقالا، كتبت فيه عن مأساة هذه الإمبراطورية الإسلامية فى أوروبا، إمبراطورية علمت الغرب ليس فقط العلوم والطب والهندسة بل وفن الإتيكيت، حضارة ظلت صامدة لأكثر من 800 عام، رغم محاولات الغرب المستمرة للقضاء عليها، ولكن هذا هو التاريخ، وتلك هى مأساة الأندلس التى لا تختلف كثيرا عن مآسى كثيرة، تحدث الآن فى عالمنا العربى والإسلامى، وما جرى فى سوريا وليبيا واليمن والعراق وأفغانستان ليس ببعيد، بل هو حاضر أمام عيوننا، وهى مآسى دول لا تختلف كثيرا عما جرى للأندلس منذ 600 عام، فهل يأتى اليوم الذى نجد كاتبا مثلى يكتب سلسلة مقالات يطرح سؤالا هو «لماذا سقطت العراق أو ليبيا أو سوريا أو اليمن أو أفغانستان أو مصر؟»، أخشى ذلك وأخشى أن نرثى بلادنا فى العصر الحديث كما رثى أبُواَلْبَقَاء الرَّنْدى، صَالِح بْن يَزِيد بْن صَالِح «عَاشَ فِى اَلنِّصْف اَلثَّانِى مِنْ اَلْقَرْن اَلسَّابِع اَلْهِجْرِىّ «601هـ -684 هـ اَلْمُوَافِق 1204/1285م»، وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة فِى اَلْأَنْدَلُس اِسْمهَا رَنْدَة سقوط دول الأندلس بقصيدة حملت عنوان «رثاء الأندلس»، التى يرثى فيها هذا الشاعر ضياع أمة كاملة وحضارة علمت الدنيا كل العلوم والفنون يقول أ بُواَلْبَقَاء الرَّنْدى:
لِـكُلِّ شَـىءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ/ فَـلا يُـغَرَّ بِـطِيبِ الْعَيْشِ إِنسانُ/ هِـىَ الأُمُـورُ كَما شاهَدْتَهَا دُوَلٌ/ مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـنٌ سَـاءَتْهُ أَزْمَانُ/ وَهَـذِهِ الـدَّارُ لَا تُبْقِى عَلَى أَحَدٍ/ وَلا يَـدُومُ عَـلَى حَالٍ لَهَا شَانُ/ أَيْـنَ المُلُوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِنْ يَمَنٍ/ وَأَيْـنَ مِـنْهُمْ أَكَـالِيلٌ وَتِـيجَانُ/ وَأَيْـنَ مَـا شَـادَهُ شَـدّادُ فِى إِرَمٍ/ وَأيـنَ مَا سَاسَهُ فِى الفُرْسِ سَاسَانُ/ وَأَيْـنَ مَـا حَازَهُ قَارُونُ مِنْ ذَهَبٍ/ وَأَيْـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَـحْطَانُ/ أَتَـى عَـلَى الْـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدَّ لَهُ/ حَـتَّى قَضَوْا فَكَأنّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا.
هذا جزء من قصيدة كلما سمعتها أو قرأتها أجهشت بالبكاء على حال الأندلس وحالنا الآن، الذى لا يختلف كثيرا عما حدث فى أندلسنا منذ أكثر من 600 عام، فهل نتعلم من دروس التاريخ أم نكتفى بمصمصة الشفاه، ولطم الخدود؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد «انتهت».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة