العقل الإخوانى أصبح فاقداً للرشد والأساس الأخلاقى فى صراعه مع خصومه
الهجوم غير الأخلاقى وغير المفهوم على الشيخ محمد حسان من قبل قياديين فى جماعة الإخوان ومن قبل عناصر كتائبهم الإلكترونية على السوشيال ميديا، ومن جانب كتاب منتسبين إليهم ومتحالفين معهم يعد معركة فى غير مكانها وفى غير موضعها، وتضاف إلى معارك الإخوان الخاسرة التى لا تبدو مفهومة ولا مبررة وبلا معنى.
هناك شهادات عديدة قيلت عن ألسنة التى حكم فيها الرئيس مرسى، بعضها من جانب أعضاء محسوبين على الإخوان كشهادة أحمد منصور، وشهادة محمد محسوب بشأن المفاوضات حول الأيام الأخيرة لمرسى التى أبلغهم بها سعد الكتاتنى، وشهادة أبوالعلا ماضى عن أن الرئيس مرسى لم يستمع للنصائح التى وجهوها إليه بإشراك البرادعى أو عمرو موسى فى الحكم بأن يكون أحدهما رئيسا للوزراء، وكانت تلك مطالب لقوى دولية مثل أمريكا وألمانيا، لكنه رفض لسبب لا يعرفه، فسره بأن جهة ما كانت تدعوه لفعل ذلك، كل شهادة من تلك الشهادات أثارت صخبا فى الصف الإخوانى وأطلقت الأبواق الإخوانية على كل من أدلى بشهادته واشتم منها أن الرئيس مرسى لم يكن كفؤا، ولم يكن على وعى بما يدور حوله بشكل كافٍ، كما أنه لم يكن مستعدا لإشراك قطاعات أوسع من القوى السياسية فى السلطة والانفراد بها لجماعته وحدها. وفى مؤتمر منتدى العلوم الاجتماعية التركى - المصرى الذى عقد فى إسطنبول، وكنت حاضرا فيها وقدمت ورقة بعنوان «الاستقطاب العلمانى - الإسلامى فى مصر»، وكنت وقتها أدرس فى جامعة سقاريا بتركيا فى قسم الشرق الأوسط - التقيت هناك زملاء وأساتذة كان منهم باكينام الشرقاوى وكان منهم زميل لى من كلية الاقتصاد، وهو أحد مستشارى الرئيس الذى استقال بسبب عدم قيامه بمهامها، وأنه لم يكن فى موضع الاستشارة، وكانت الأمور تجرى من خلفهم جميعا، سألته عن الأخبار فقال لى: إن الرئيس لا يضع الشعب فى اهتمامه وإنما يضع كل الاهتمام على أن يكون ولاء الجيش له، وقال إنه يضمن ذلك الولاء، وهذا ما يجعله مطمئنا.
الشيخ محمد حسان والشيخ عبدالله شاكر والشيخ جمال المراكبى كانوا ضمن هيئة علمائية متعاطفة مع الإخوان هى مجلس شورى العلماء، وكان حسان ضمن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى أسسها ورعاها خيرت الشاطر لتكون ذراعا علمانيا سلفيا داعما للإخوان، بيد أنه استقال منها لما اعتبره انفتاحا إخوانيا على إيران، وقد تدخل الشيخ لمحاولة حفظ ما اعتبره أبناء الحالة الإسلامية من أن تستباح بيضتهم وتهدر دماؤهم فى صراع غير متكافئ ومعروف سلفا نتائجه، ومع نشر الوطن لحوار له ذكر فيه المحرر أنه نسب إلى عمرو دراج أنه التقاه وقد رفض المفاوضات التى عقدها حسان والمشايخ مع المجلس العسكرى بسبب أن «آشتون» وعدتهم بعودة مرسى، وأكد حسان أنه لم يلتق عمرو دراج، ولكنه سمعه وحمزه زوبع والشيخ القرضاوى، وشرح شهادته على أن اتفق مع السيسى على ألا يفض الاعتصام بالقوة فى مقابل عدم قطع الطرق الرئيسية والاقتراب من الأماكن الاستراتيجية، وأن مسألة الإفراج عن المعتقلين يمكن النظر فيها.
الشيخ خرج ليقول شهادته وليؤكد ما هو مؤكد أنه فعل ذلك لا لحساب جهة معينة وإنما استجابة لضميره ومسؤوليته حماية للشباب وللدعوة وللحالة الإسلامية بعامة، وانطلقت ألسنة الإخوان الحداد على الرجل تتهمه بمفردات قذعة لم تعرفها الحالة الإسلامية من قبل، وهو ما دفعه ليخرج ويقول ما جرى بكل أدب وأريحية بدون الانحدار إلى مستوى الشتائم والسباب والتخوين. هذه إحدى معارك الإخوان الخاسرة التى تكشف عن عقل إخوانى لم نكن نعرفه من قبل، أو أنه سيطرت على ممثليه عقدة «السلب بعد العطاء»، وهو ما جعل ذلك العقل فاقدا للرشد والأناة وفاقدا حتى للأساس الأخلاقى فى صراعه مع خصومه جميعا حتى أقرب المتحالفين معه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة