أثارت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم عن العلاقات المصرية التركية وقوله:" نعطى الأتراك الوقت لتصحيح مواقفهم" العديد من التساؤلات حول إمكانية حدوث انفراجة فى العلاقات المصرية التركية والتى توترت إبان ثورة 30 يونيو، وأكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن عودة العلاقات المصرية التركية أمر ممكن ولكن قد يتم من خلال وساطة روسية.
يقول طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية فى تصريح لــ"اليوم السابع" ، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف القومية عن العلاقات المصرية التركية قد تفتح الباب لحل الأزمة بين البلدين خاصة أن رئيس الوزراء التركى أكد فى تصريح له أن أنقرة تريد تحسين علاقاتها مع مصر وإزالة الخلافات بينهما.
وأضاف الخولى أن الكرة الآن فى ملعب الجانب التركى مشيرا إلى أن تصريح الرئيس السيسى عن تركيا يؤكد أن مصر لا تقبل بوجود أى إملاءات أو شروط للتصالح مع تركيا.
وأضاف الخولى أن روسيا تحاول جاهدة إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط واستعادة استقراراها وقد يكون هناك مخطط بالفعل لعلاقات أفضل بين كل من روسيا وتركيا ومصر وإيران إلى جانب السعودية وإسرائيل من أجل إعادة الاتزان لمنطقة الشرق الأوسط وتقويد محاولات الجانب الأمريكى لافتا إلى أن إعادة العلاقات بين مصر وتركيا قد تكون من خلال وساطة روسية .
ولفت الخولى إلى أن هذه المحاولات التى تقودها روسيا للتصالح بين مصر وتركيا وقد تكون بين مصر وإيران مازالت فى بداياتها ولم تنته خاصة أن علاقة مصر بإيران متوترة بسبب سياسات إيران تجاه الخليج العربى.
من جانبه أكد محمود محى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أنه يتمنى أن تعود العلاقات المصرية التركية إلى سابق عهدها مطالبا تركيا بأن تحكم صوت العقل فى علاقاتها مع الآخرين، لافتا إلى أن العلاقات بين الدول لا تبنى بالعواطف وعلى تركيا أن تغير موقفها من مصر بعدما اتخذت موقفا عدائيا منها عقب ثورة 30 يونيو.
وأضاف محى أن تركيا صرحت مؤخرا بنيتها فى عودة العلاقات مع مصر على لسان رئيس وزرائها ولكننا فى حاجة إلى أفعال وليس مجرد تصريحات لافتا إلى أن مصر دائما ما تمد يدها بالخير لكل من يحاول أن يمد يده لمصر بالخير أيضا.
فيما قال أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن الرئاسة المصرية تتعامل مع الشعب التركى على أنه ليس هو السبب فى تدهور العلاقات مع مصر، وتفرق بين الشعب وممارسات رجب طيب أردوغان، موضحا أن نصف الشعب التركى يؤيد أردوغان بينما النصف الآخر يعارضه.
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، أن مصر تتعامل مع الـ50% ممن يعارضون سياسة أردوغان، ويمارس الرئيس التركى ضدهم القمع، موضحا أن مصر لا يمكنها مساواة الشعب التركى بممارسات السلطة التركية.
وأشار وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إلى أن مصر لا تتخذ مواقف معادية ضد أحد، ولكنها لا تقبل فى ذات الوقت التدخل فى شئونها الداخلية، موضحا أن الموقف المصرى مستقل ولا يتبع لأحد.
بدوره قال محمد الغباشى، المتحدث الرسمى لحزب حماة الوطن، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى حول الشعب التركى، وإعطاء تركيا فرصة لتصحيح مواقفها يؤكد أن مصر تفرق بين السلطة التركية وشعبها، وأنه لا يوجد موقف من الشعب ولكن من تصرفات القيادة.
وأضاف المتحدث الرسمى لحزب حماة الوطن، أن السلطة التركية تمثل إشكالية فى الشرق الأوسط، ورجب طيب أردوغان لديه أطماع شخصية فى المنطقة، وهو ما يتطلب مراجعة الاتفاقيات التى تمت بين مصر وتركيا فى عهد المعزول محمد مرسى خاصة الاتفاقيات الخاصة بالسيارات والملابس والأثاث.
وأشار المتحدث الرسمى لحزب حماة الوطن، إلى أن مصر بحاجة ضرورية إلى مراجعة جميع الاتفاقيات مع تركيا فى ظل تسلط حكم أردوغان، وهجومه المستمر على على مصر، خاصة أن الاتفاقات بين مصر وتركيا زادت فى عهد مرسى من 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار وهو ما يتطلب مراجعة دقيقة لها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث، اليوم الأحد، أن القرار الوطنى المصرى مستقل بشكل مطلق، مضيفاً: "نعطى الأتراك الوقت لتصحيح مواقفهم".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أبلغه استعداده لاستقبال أبو مازن ونيتانياهو لمباحثات مباشرة فى موسكو، واستطرد السيسى، خلال الحوار: "نتوقع عودة السياحة الروسية لمصر قريبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة