عمرو خالد

الخير أقوى سلاح فى الحياة

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ابحث عن الخير فى كل إنسان على الأرض ولا تبحث عن شخص واحد فيه كل الخير

هل جربت يومًا أن تقابل الإساءة بالإحسان، وأن ترد الشر بالخير؟ لو كنت من هؤلاء، فحتمًا أنت ممن يؤمنون بقوة الخير فى الحياة، وأن الشر لا يواجه بالشر، بل يواجه بفعل الخير، فيزيل الشر دون عنف أو صراع، وهو ما يسمى بـ«قانون الإزاحة»، القائم على استبدال فكرة الصراع بالخير. فمن الخطأ التسليم بالفكرة المسيطرة على عقول البعض، باعتباره الصراع هو الحل، لأن القيم والأخلاق الإنسانية هى التى تضمن الأمن للمجتمعات، وتحقق السعادة والاقتصاد المزدهر، بينما الصراعات تجعلها تعيش فى أجواء من الفوضى والاضطرابات، وهذا ضد مراد الله فى الكون، لأنها تهدم فكرة «إعمار الأرض».
 
قانون الإزاحة: «قانون الإزاحة» ليس اختراعًا لنا، بل له أصل وسند من القرآن «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»، وهو قائم على فكرة أن الخير سيزيح الشر مهما بلغت قوة الشر، والدليل «مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»، فقوة الحسنة الواحدة بمقدار 10 سيئات.. سأل عبد الله بن رواحة النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «أوصنى يا رسول الله، فقال له: ياعبد الله: «لا تيأس وإن أسأت تسعًا أن تُحسن واحدة، فالحسنة بعشر أمثالها، فيقبلك الله عز وجل». 
 
إذا آمنت بقوة الخير، فإنه سيعود عليك أضعافًا مضاعفة، لأنه ليس هناك ما هو أقوى من الخير فى الوجود.. فهو أقوى من السلاح والصراع والعنف والمال، هل تعرف لماذا؟!! لأنه من الله «وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا»، فقط الخير.. اختصر الدين والقرآن فى كلمة الخير، والخير بيد الله «قل اللهم مالك الملك.. بيدك الخير». الخير لا يموت: فالخير لا يموت أبدًا، حتى وإن مات صاحبه، لأنه سيجده فى ذريته من بعده، فعل الأب الخير فحفظ الله لولديه من بعده الكنز، «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ». والأمثلة من الواقع تؤكد تلك الحقيقة، فقد كان هناك رجل فى صعيد مصر يعمل فى صناعة الحُصر «الفرش»، محبًا للخير، كان كما سمع عن جلسة صلح بين عائلتين، أو أن هناك فرحًا يحمل الحصر ويفرش المجلس، كلما أتاه خبر خير يذهب إليه ويحمل بين يديه الحصر. وفى يوم من الأيام نام الرجل، فرأى فى المنام أنه يخرج من ظهره شعاع نور ينير للناس فى الأرض، فكان تأويل الرؤيا أنه سيكون من ذرية هذا الرجل من يعلم الناس الخير والعلم. وبالفعل بعد أعوام ولد الشيخ محمود خليل الحصرى الذى علّم الناس القرآن، ومازال هو المسطرة التى تقاس عليه صحة التلاوة، ولم يتوقف الخير، حيث قامت بعده ابنته الحاجة ياسمين الحصرى بإنشاء المسجد ودار الأيتام وجمعية خيرية لخدمة الفقراء والمساكين.. كل هذا بقوة خير الجد. 
 
فعل الخير بديلاً للصراع: من الضرورى أن نستبدل فكرة الصراع بفكرة فعل الخير، لأننا إذا ما قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى تتوقف الإساء؟ اعمل الخير فى أهله وفى غير أهله، فإن لم يكونوا أهله فأنت أهله، «لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ»، جرب أن تقاوم المرض بالخير.. «داووا مرضاكم بالصدقة». لا يوجد إنسان لا يحب الخير، لكن من الصعب أن نجد إنسانًا يمارس حبه للخير.. وإن كان الأمر ليس بهذا السوء الذى يتصوره البعض فى هذه الأيام بأنه لم يعد هناك خير فى الناس، فإنه هذا ليس صحيحًا، لأن الناس مليئة بالخير. ابحث عن الخير فى كل إنسان على الأرض.. ولا تبحث عن شخص واحد فيه كل الخير.. هذا هو الشعار الذى يجب أن نعيش به فى الحياة، حتى ينمو الخير فينا، ولا يوجد مكان للشر بيننا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة