تسعة أفراد يعيشون فى غرفتين بمنزل واحد فى الإسكندرية، تعولهم سيدة تركت عليها أمراض الفقر والحاجة كل الآثار، وبقيت ابتسامتها هى السند الوحيد لها، لتعينها على استكمال مسئوليتها تجاه شاب لا يعمل، وفتاة مريضة، وأم مسنة، وطفلة ترغب فى استكمال تعليمها، وفوق كل ذلك تواجه الخوف من الحبس، لاقتراضها نفقات زواج ابنتها الشابة التى عادت لها بعد أشهر قليلة تحمل رضيعتها، لعدم قدرة زوجها على الإنفاق على مرضها الذى ظهر مؤخراً.
منذ نعومة أظافرها وهى تتحمل المسئولية كرجل شديد قوى، حتى بعد أن تزوجت اكتشفت بخل زوجها الشديد وحرصه على عدم الإنفاق عليها وعلى أفراد أسرتها، يعيش معها مستجيبًا لكل ما يقرره إخوته الكبار حتى أجبروه على الخروج من غرفته التى كان يسكنوها فى منزل والده، مقابل 7 آلاف جنيه، لتزيد همومها بالعيش مع والدتها وشقيقها الذى يرغب فى الزواج داخل غرفة بالمسكن، ليتكوم الباقى فى غرفة وحيدة وصالة لا تتجاوز الثلاثة أمتار.
تبدأ هنية بدوى والتى يبلغ عمرها 43 سنة يومها بعد أداء صلاة الفجر، لتتوكل على الله فى طريقها سيراً على الأقدام إلى مدرسة خاصة تتقاضى فيها بنهاية الشهر 500 جنيه، تعمل بها "دادة"، وتقوم بتنظيف الأرضيات والحمامات، كل من فى المدرسة يحبونها من مديرها وحتى أطفال الحضانة الذين ينتظرون معها لحين حضور أولياء أمورهم.
تنهى هنية عملها فى تمام الساعة الرابعة عصرًا، لتتوجه إلى منزلها، تحضر طعام الغذاء الذى لم يتذوقوا فيه اللحوم منذ فترة طويلة، حيث أشفق عليها بعض أهل الخير كما تقول، ثم تتحرك بجدول يومى، إلى منازل البعض لمساعدتهم فى التنظيف والترتيب، وصنع الأطعمة المطلوبة، لتعود إلى بيتها مساءً وهى لا تكاد تستطيع التحرك.
تعانى هنية، من إصابتها بالغضروف فى الفقرتين الرابعة والخامسة، بالإضافة إلى إصابتها بالتهابات المعدة والقولون، ومع كل ذلك، تعمل على سد الفجوات التى صنعها الفقر فى عائلتها، حيث تعمل ليل نهار، للوصول إلى الكفاف دون فائدة.
قررت هنية ألا يقف الفقر أمام فرحة ابنتها الكبرى، وزواجها، فقررت الاقتراض وشراء مفروشات منزلها بالتقسيط، واستطاعت أن تسد المطلوب منها، وتبقى 6 آلاف جنيه، لدى أحد بائعى المفروشات الذى يهددها يومياً بالحبس فى حالة عدم الدفع.
تقول هنية: بذلت كل ما أملك، ولا أستطيع مجاراة المصروفات الأساسية فى المنزل، وتسديد باقى ديونى، فلدى عائلة مكونة من 3 أبناء وطفلين وأبيهم ووالدتى وشقيقى، والجميع لا يعمل ويعيش على باب الله، يعملون يوماً فى إنشاء إحدى العقارات وآخر ينتظرون الفرج فى العثور على عمل آخر.
وتضيف هنية: حتى بعد أن تزوجت ابنتى الكبرى واعتبرتها أحد الأحمال التى أزيلت من فوق أكتافى، عادت لى بعد عدة أشهر تحمل رضيعتها، لإصابتها بمرض الغدة، وعدم قدرة زوجها على الإنفاق عليها وعلى مرضها، فعادت لى مرة أخرى.
واستطردت هنية: قدمت على شقة سكنية فى مساكن المحافظة منذ عام 1995، وتوجهت إلى كل المسئولين وطرقت كل الأبواب حتى أخبرونى فى النهاية بضرورة وجود واسطة كبيرة حتى أحصل على الوحدة السكنية.
وتكمل هنية: أصبحت لا أرغب فى أى شئ سوى الحصول على "كشك" لبيع الخردوات والبقالة فيه، حتى أستطيع أن ارتاح قليلا ً من العمل فى خدمة البيوت وأسدد ديونى وأنفق على أسرتى.
عدد الردود 0
بواسطة:
فاعل خير
اريد المساعدة
هذه الحالة ومثيلاتها ارجوكم اريد تالتواصل معكم 01228553239