عبد الفتاح عبد المنعم

ليس كل معارض «خائن» وليس كل مؤيد «وطنى»

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016 12:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أتوقع ردود الفعل حول سلسلة مقالاتى التى كتبتها، تحت عنوان «لماذا سقطت الأندلس؟»، حيث وجدت تفاعلًا حقيقيًا بينى وبين القارئ الذى شعر أننى لا أكتب من الماضى فقط، بل أكتب عن الماضى الذى يتشابه إلى حد كبير مع الحاضر المر الذى نعيشه، بسبب أعضاء تنظيم الطابور الخامس، وأصحاب المصالح التى تعمل كل شىء حتى بيع الوطن من أجل مصالحها، وهو ما كشفته سطور وحوادث التاريخ، ويبدو لى أن نظرية المعارض الذى يتم وصفه بالخيانة، والمؤيد الذى نصفه بالوطنية، موجودة فى كل زمان ومكان، وهناك من الملوك والأمراء والرؤساء من يكتشف هذه النوعية من البشر، والتى تتسبب فى هدم أمم، وكتابة فصول النهاية فى تاريخ الدول وسقوط الممالك.
 
والحقيقة المرة أنه منذ 25 يناير 2011 اختلط كل شىء، الحق بالباطل، الخير بالشر، الأبيض بالأسود، النار والماء، الظلام بالنور.. اختفت الحقائق وظهرت الأباطيل، وارتدى الجبان ثوب الشجاعة، وأصبح المعارض فى نظر الآخر خائنًا، والمؤيد وطنى، وهى أحكام مطلقة ستؤدى فى النهاية إلى ضياع أمم، ونهاية دول، وما حدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا من تفكك ودمار سببه الأساسى هى حكاية تخوين المعارض، وتعظيم المؤيد وهى النقمة التى أصيبت بها كل أقطارنا العربية منذ تدشين ما يعرف باسم الربيع العبرى «العربى سابقًا» فلايمكن أن أحكم على بشار الأسد بأنه خائن وهو يحافظ على دولته من التفكك، واصفًا من يحاربونه بأنهم ثوار رغم أنهم تسببوا فى تفكيك أمة، وضياع وطن، وما تقوم به داعش فى سوريا ليس ببعيد، كما أننى لا أستطيع أن أقر وأعترف بأن إرهابيى ليبيا الذين دمروها ونهبوها وطنيون، وأن الرئيس الراحل معمر القذافى خائن، فبالرغم من أننا كنا نختلف مع بعض ممارساته إلا أننا لا نقر بأنه خائن، لأن الدولة فى عهده كانت أمة موحدة، والآن تم تفسيم البلاد والعباد وأصبحت دولة ليبيا «أمم ونحل»، وأصبح المواطن الليبى يحلف بأيام القذافى وهو القسم الذى أسمعه فى العراق وسوريا واليمن، فالجميع يرى أن شيطنة الربيع العربى وراء الخراب والدمار وتغيير المفاهيم، والتى يجب أن تعود كما كانت فليس كل معارض «خائن»، وليس كل مؤيد «وطنى».

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة