الباحث فى خصائص النفس البشرية والمتأمل لسلوك الإنسان، يجد أن الإنسان يتميز بصفات عن غيره من الكائنات، وقد تكون فى الكائنات الأخرى صفات لا يعلمها كثير من الناس، كالشجاعة فى الأسد والمكر فى الثعلب والحذر فى الغراب ولا شك أن لتلك الصفات الإنسانية أضداد ونقائض؟!.
ويتصف الإنسان السوى بصفات حميدة يستطيع أن يتبوأ من خلالها مكانة مرموقة بين أهله والمحيطين به.. فنجد فى الإنسان الشجاعة كما نجد فيه الجرأة ولا شك أن بين هاتين الصفتين فروق رغم التقارب الذى يظنه المتأمل ليس متسع الهوة.
يقول العلماء الأقدمين فى ذلك، إن الشجاعة من القلب وهى ثباته واستقراره عند المخاوف وهى خلق يتولد من الصبر وحسن الظن .!!
كما أن الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر واصل الجبن من سوء الظن ووسوسة النفس بالسوء، وقالوا إن الجبن ينشأ من رئة الإنسان، فإذا ساء الظن ووسوسة النفس بالسوء انتفخت الرئة فزاحمت القلب فى مكانه وضيقت عليه حتى أزعجته عن مستقره فأصابه الاضطراب لإزعاج الرئة له وتضيقها عليه.
وأما الجرأة فهى إقدام سببه قلة المبالاة وعدم الخشية من العواقب فتقدم النفس فى غير موضع الإقدام غير عابئة بالنتائج إما لها أو عليها، إذن فالإقدام له مضاره، لأن نتائجه غير محسوبة العواقب وقد تأتى الصدفة بنتائج جيدة، وكما يقول القائل تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن !!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة