"نفسي لما أروح لوالدتي تكون فخورة بيا"، طالب تجلّت أحلامه في إسعاد والدته بعد وفاتها وجعلها فخورة بها، بعد وفاتها بمرض السرطان منذ عام، فقرر أن يهدي لروحها شيئًا تمنى أن يدوم حتى يلتقي بها، فلم يتردد في أن يفكّر في أن يشارك مرضى السرطان حزنه على والدته وفرحة زملائه بحفلة تخرجهم في مستشفى سرطان الأطفال.
تخرج محمد ناصر من كلية التجارة جامعة الأزهر، ووقف أمام مئات من الخريجين وأهاليهم ليخبرهم بقصة والدته التي فارقته روحها ما دفعه لعمل الحفلة بالمستشفى، ولم تتردد إحدى الأمهات عن إخباره "إحنا كلنا أمك يا محمد"، وسط بكاء والده الذي صعد إلى المسرح ليهرع إبنه ويقبل يديه، وسط لحظات إعجاب ممزوجة ببكاء الحاضرين.
وكان ما يدور في خاطر محمد أن يحاول تقليل معاناة أهالي المصابين بالمرض، لأنه شعر بنفس إحساسهم حينما كانت والدته مصابة بورم خبيث في معدتها، "حسيت بالمعاناة اللي الأهل بيحسوها وحسيتها."
"أمي تعبت فترة طويلة وما كناش عارفين مالها، ولما روحنا لكذا دكتور وما عرفش يشخص حالتها، لجأنا لاستشاري ونصحنا نعمل أشعة وتحاليل، فاكتشفنا إن في ورم خبيث في معدتها"، ووصفه بأنه كان أسود يوم في حياته عندما علم بمرض والدته.
ولم تكن رحلة والدته في العلاج سهلة من البداية، فكان الورم موجود في أبعد نقطة في المعدة، ما جعل تناول والدته للطعام محدودًا جدًا ما أثر على استجابتها للعلاج، فكان إنتظاره هو وإخوته ووالده لوفاتها ممزوجًا بكثير من الألم وقليل من الأمل في أن تُشفى، حتى جاءت اللحظة التي شاء الله فيها أن يختار روحها لتذهب إليه وسط على سرير محمد وبجانب شقيقه الأكبر كما تمنت.
"كانت أسوأ حاجة إني شايف أمي تعبانة ومش قادر أعملها حاجة خالص، والحاجة الوحيدة اللي كنت مش مصدقها إن أمي في يوم من الأيام مش هتبقى معايا، وفجأة مرة واحد ما تبقاش موجود وهي كل حياتي أساسًا، عمري ما كنتش أتخيل إن ده يحصل."
"نفسي أهدي لروح والدتي أي حاجة أي خير يفضل معاها تفتكرني بيه"، لم تكن تلك الكلمات التي تمناها محمد بسيطة عندما خرجت من شفتاه، فحاول منع دموعه التي صاحبته فترة طويلة بعد وفاة والدته، متمنيًا أن تكون فخورة به عندما يلتقيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة