حمدى نصر يكتب: الدكتور الفار كرمته مصر بجنيه فاكتشف لها ثروات بالمليارات

الجمعة، 26 أغسطس 2016 10:00 ص
حمدى نصر يكتب: الدكتور الفار كرمته مصر بجنيه فاكتشف لها ثروات بالمليارات الدكتور درويش مصطفى الفار عالم جيولوجى مصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتور درويش مصطفى الفار عالم جيولوجى مصرى ومفكر عبقرى ومبدع فى شعر الفصحى والنبطى له عدة دوواوين والعديد من الإصدارات الأخرى، وكتب العديد من المقالات العلمية والأدبية فى الصحف المصرية والعربية،  حصل يوماً على جائزة امتياز قدرها جنيه واحد فشجعته على مواصلة التحصيل العلمى ليقدم لمصر اكتشافات ثروات تعدينية  تُقدر قيمتها بالمليارات .
 
اليوم 25 أغسطس عيد ميلاد هذا النابغة المصرى الفذ الذى سبق عصرنا بالكثير جداً عندما كشف عن كنوز ثروات معدنية فى غاية الثراء تحتضنها سيناء، اللجنة المشكلة  لتنمية سيناء أعلنت منذ أيام فقط عن توصلها لاكتشافات وصفتها بأنها ثمينة  لثروات فى سيناء هى  فى حقيقة الأمر بعضا مما ذكره الدكتور درويش الفار قبل 52 عاما ليجسد لنا ذلك مدى الخسائر الفادحة التى تكبدتها مصر بتجاهل هذه المحافظة الكنز التى قدسها الله تبارك وتعالى عندما قال لسيدنا موسى كما ورد فى كتابه العزيز:" إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" (12)  طه . 
 
الدكتور درويش هو ابن الشهيد مصطفى الفار الذى استشهد على رمال سيناء  أثناء أداء واجبه مع حرس الحدود من أجل مصر   فجاء  ابنه متيماً بسيناء وجبالها ووديانها وقسوة صحرائها وعندما تخرج فى كلية العلوم عام 1950  طلب أن يعمل بها رافضاً أى وظائف أخرى أكثر راحة وإغراءً فى القاهرة وباقى المدن المصرية، وفى حضن أمه سيناء  تحدى الخبراء الأجانب الذين أعلنوا استحالة وجود الفحم فيها،  ومن خيمة فى الصحراء واصل بحثه بمساعدة اثنين من أبناء البادية الذين يعرفون أسرار دروبها وسهولها، فكان الاكتشاف المذهل: "أكبر منجم فحم فى الشرق الأوسط باحتياطى خمسة ملايين طن فى منطقة المغارة بوسط سيناء" .
 
 الدكتور درويش مصطفى الفار  من مواليد مدينة  العريش فى مثل هذا اليوم من عام 1925،  بدأ تعليمه فى منطقة الحسنة بوسط سيناء  وحصل على جائزة الملك فؤاد الأول ملك مصر للامتياز، نظراً لترتيبه الأول لدفعة العريش لسنة 1938 وكان مقدار الجائزة: "جنيه مصرى كامل" !!.. وكرمه الزعيم جمال عبد الناصر بجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم عام 1964(الصورة المرفقة)، وفى كتابها:"مصر عن قرب " قالت الكاتبة السويدية فيفى تاكهولم :" يجب على مصر أن تقيم تمثالاً لتكريم الجيولوجى درويش الفار الذى اكتشف الفحم فى جبال المغارة بسيناء".. هكذا يطالب الغرباء بتكريمه، بينما تجاهله  نظام مبارك فى يوم من أهم أيام انجازاته الشخصية والمصرية  عندما وجه الدعوات لكثيرين من مصر وخارجها لحضور الاحتفال بإعادة تشغيل منجم المغارة عام 2003  بعد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى .. وهو الدكتور الذى أشرف على ولادة هذا الكنز.. .وهو أيضاً الذى يتجاهله: "المسئولون فى سيناء الشمالية" رغم مطالبة المثقفين والنشطاء بإطلاق اسمه واسم الراحل حلمى البلك رئيس الاذاعة المصرية الأسبق على أحد شوارع العريش تقديرا لهما فى حضن مدينتهما الأم بدلاً من كثير من الأسماء الغريبة والدخيلة على المدينة وشوارعها.
 
الصحف المصرية الكبيرة الثلاث فى عام 1964 نشرت متابعات على عدة صفحات عن اكتشاف أكبر منجم فحم فى الشرق الأوسط  وذكرت أن المخزون يقدر بخمسة ملايين طن فحم قال عنه خبراء إنجليز إنه أكثر نقاء من الفحم الإنجليزى. 
وذكرت تلك الصحف: إن اكتشاف الفحم لم يكن هو العمل الوحيد الذى قدمه درويش الفار خاصة فى ظل إيمانه ويقينه: إن سيناء هى أرض الثروات.
 
فقد اكتشف وجود الرمال السوداء على طول ساحل سيناء(قرابة 210 كيلومترات) بين رفح وبورسعيد، ووجود الرمال السوداء معناه وجود كميات هائلة من المونازيت والزيركون والجرانيت والألمانيت والهيماتيت.
 
كما اكتشف وجود كميات كبيرة من الرمال البيضاء تبلغ فيها نسبة السيليكا 97%، واكتشف الخامات التى تصلح لصناعة الأسمنت فى وسط وشمال شرق سيناء. واكتشف طبقات من الرخام سمكها 3,5 متر ويبلغ طولها أكثر من كيلومتر فى شمال سيناء.
 
واكتشف الحديد فى وسط سيناء الذى بلغت نسبة أحد أكاسيده فى الخامات 72% وعثر على مصادر عديدة للنحاس فى الشرق والوسط، وعثر على السيلكا بكميات هائلة مما يفتح أبواب الأمل فى صناعات زجاج ضخمة.
 
 وقد أعارته مصر خبيراً لقطر فى عام 1976 ومايزال هناك يعايش اعتلال الصحة والتقدم فى العمر أطال الله عمره وبارك له فيه، وكلى أمل أن يتكرم محافظ سيناء الشمالية - وقد فعلها من قبل - أو المجلس المحلى بالعريش بعد الانتخابات بإطلاق اسمه وأسماء آخرين بارزين من أبناء العريش على بعض شوارعها تقديراً لما قدموه لها ولمصر من خدمات جليلة ليسعد ابن سيناء البار الدكتور درويش الفار  بتكريم مدينته الأم له فى حياته، وادعوا له معى بالصحة والعافية والبركة فى العمر. 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة