ببراءة وعفوية طفلة، وبلمعة عين عجزت الدنيا عن إطفائها استقبلتنا "أم منصور" السيدة التى أحدثت صورها ثورة على فيس بوك الأيام الماضية، والتى ظهرت بها وهى تمسح سلالم إحدى العمارات لتجلب قوت يومها رغم بلوغها من العمر أرذله، فجرح المشهد مشاعر الآلاف وتسابق العشرات منهم إليها لمساعدتها، متسائلين كيف لهذه السيدة فى هذا العمر أن تقوم بمثل هذا العمل الشاق؟ وتم تدشين هاشتاج "مسرقتش مشحتتش"، وذهبنا إليها لمعرفة من هذه السيدة وما الذى يدفعها لمثل هذا العمل، وكيف تتحمله وأين أبناؤها وكيف يمكن مساعدتها؟
أم منصور: بمسح السلم عشان أجيب قرش وممدش إيدى
"بمسح السلم أجيب قرش.. عطيتنى حسنة عند ربنا معطتنيش ممدش إيدى أبدا"، هكذا بدأت أم منصور حديثها معنا عندما جلسنا معها فى مدخل إحدى العمارات بمنطقة العتبة التى تتردد عليها كل يوم جمعة لتمسح سلالمها، فعندما سألناها عمن تكون، قالت بابتسامة يملؤها الرضى: "أنا حمدية أم منصور من الصعيد الجوانى حتة إنتوا متعرفوهاش بنسافرلها بالأيام على ما نوصل، بس متربية هنا عشان آكل عيش وبشتغل عشان أدفع أجر المكان اللى قاعدة فيه، وماليش دعوة بأحوال البلد".
أم منصور رب الأسرة منذ صغرها
وعن عن سنها وأولادها، ردت رد عفوى مثلها: " أنا عندى 70 أو 80 سنة أى حاجة، وعندى عيل كبير فى السن متخلف مبيشتغلش، وبنت مطلقة مش قاعدة معايا بتشتغل هى كمان، وأنا جوزى ميت من 11 سنة ولما كان عايش كنت بشتغل برضو لإنه كان عيان".
وطرحنا عليها سؤالا هل ستواصل عملها فى حال توافر لها المال؟ فقالت: "لا هقول ربنا تاب علينا وخلاص.. وحسكم معايا بالدنيا".
واقع أسوأ مما نقله فيس بوك
سلم منشية ناصر
الحارة التى تسكن بها أم منصور
أردنا أن نرى المكان الذى تعمل أم منصور من أجل دفع إيجاره فوجدناه كالأغنية الشهيرة "حارة جوة حارة"، ولم يكن ذلك بغريب علينا نظراً لحالتها ولكنها كانت تتحدث بحب عن المنزل الذى تسكن به لدرجة صورت لنا أنه قصر، إلى أن وصلنا لنجده غرفة فوق سطح أحد البيوت التى لا تراها الشمس، مكونة من سريرين ملتصقين لضيق المساحة وبتوجاز يرحب بك فى مدخل الغرفة و"كنبة" صغيرة عليها تليفزيون يكاد يكون 14 بوصة.
حمام مشترك
وبجوارها حمام غير آدمى مشترك مع الجيران، ورغم صعوبة المكان إلا أن الطريق إليه أصعب حيث تصل إليه بعد معاناة صعود سلم مرهق للغاية يفصل منطقة منشية ناصر القديمة عما حولها، لتعبر قضبان السكة الحديد وتسير بشوارع شديدة الانحدار لا يقوى من هم فى سن أحفادها على السير بها، كل ذلك بنفس راضية وضحكة مستنيرة وكأنها مالكة الأرض ومن عليها، ضاربة خير مثل لكل شاب لا يعمل ويتعلل بظروف البلد، لتكون حسنة من حسنات فيس بوك القليلة، حيث يقبل فاعلو الخير بعد انتشار صورها إلى عبد الله بائع محل الأكلمة المجاور للعمارة التى تعمل بها لمنحه ما يستطيعون تقديمه لها لتردد بعد كل ذلك "الدنيا لسة بخير".
عدد الردود 0
بواسطة:
الصبر
الصدفة الان هى حل لحال بعض الغلابة
الصدفة الان هى حل لحال بعض الغلابة ولكن لا تجدهم فرصة ليعرف الناس بحالهم يعملوا ايه ومين يحس بيهم وبحالهم ... ومع ذلك الرضا والقناعة بيكون غالبا اجمل سمة فيهم سبحان الله يجى الشباب النطع الى قاعدين على القهاوى على حساب اهاليهم و بحجج واهيه مافيش شغل وبلد فيها وفيها ماتشتغل اى حاجة شغل دماغك استغل قوتك وصحتك اظن الاخوة السوريين اكبر مثل لو فينا شوية احساس او دم ...