أكرم القصاص

استقال حنفى.. ولم يستقل الفساد

السبت، 27 أغسطس 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خالد حنفى استقال، وتحقيقات صوامع القمح فى النيابة، وقد تنتهى بإدانة طرف أو أطراف وبراءة آخرين. لكن مالم نعرف كيفية عمل الفساد والفاسدين من الصعب أن ننجح فى سد الثغرات.. واضح من استعراض الظاهر أن هناك شيئا يغرى بالسرقة والفساد، بشكل يتجاوز قدرات وزير أو أجهزة رقابية.
 
وزير التموين المستقيل، حالة كاشفة.. ظهر أنه وزير شغال نجح فى تطبيق منظومة الخبز، ونقاط التموين، حتى ظهرت قضية القمح ولجنة تقصى الحقائق. وبدأت تظهر مخالفات وثغرات ضخمة فى عالم الصوامع والتخزين، وإن هذا كان يحدث دائمًا.
 
 بالطبع هناك أطراف خسرت من منظومة الخبز والتموين، وداخل وزارة التموين هناك شبكات تشكلت عبر سنوات، تمتلك سلطات منح ومنع مكاسب وأرباح بالملايين، وكل تصريح أو توقيع بترخيص من الوزارة يفتح أبوابًا بالملايين.
 
لسنا بصدد شخص ذهب وآخر يأتى، لكننا أمام منظومة متكاملة للفساد، تحتاج إلى طريقة جديدة للمواجهة.. التجارب تثبت أن منظومة الرقابة غائبة، وأن الفساد أقوى، ويحتاج إلى تغيير شامل، لسد ثغرات الفساد، التى يبدو أنها تملأ وزارة التموين وكافة ملفات الدعم.. يصعب سدها مالم نعرفها، ويمكن أن نستفيد منها فى الكشف عن شبكات. التى توصل لبعضها بما يشبه شبكة سفلية.
 
قضية الصوامع والتلاعب والتعاقدات،  تحملها الوزير فى النهاية، ولايمكن أن يكون بعيدا عنها لأنه مسؤول عن التعاقدات. وداخل الوزارة شبكات كاملة مسؤولة عن كل هذه القرارات والتعاقدات. ليس من صالح أحد أن يدين أو يبرئ.
 
خالد حنفى استقال وسوف تدينه التحقيقات أو تبرئه، لكن الأهم هو التوصل لآليات عمل الفساد والثغرات، التى ينفذ منها.. فى تحقيقات وتقارير الصوامع هناك أسماء لنواب برلمان ومسؤولين ورجال أعمال. هناك الكثير من اللغط، وإيحاءات بأن هناك صراعات ومنافسات. وحتى لاتتحول القضية إلى مكلمة وتسلية. نحن بحاجة لمعرفة كيف يتم الفساد، وكيف يمكن مواجهته.. استقال الوزير، فهل يستقيل الفساد؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة