بعد نحو 15 عاما على تدميرهما، قامت اليونسكو بمحاولة إعادة بناء تمثالى بوذا المحطمين فى أفغانستان وقدمت عرضا ضوئيا بالصين تكلف للمرة الأولى نحو 120 ألف دولار.
والتِمثالان الأثريان ضخمان منحوتان على منحدرات وادى باميان فى منطقة هزارستان فى وسط أفغانستان، على بُعد 230 كم (140 ميلا) شمال غرب العاصمة كابول.
وبُنى التمثال الأصغر سنة 507 ميلادى والأكبر 554 ميلادى، عندما كانت منطقة باميان مركز تجارة بوذى فى تلك الحقبة، وتعتبر المنطقة جزءا مما يعرف بممر الحرير أو طريق الحرير التاريخى.
وعبر القرون عانى التمثالان من دمار شديد لكن حركة طالبان هى التى أجهزت عليهما، قامت عناصر طالبان بتدمير التمثالين بالديناميت فى مارس 2001، ويعتبر الموقع أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمى.
وأعلن أحد قادة طالبان فى المنطقة عن نيته تدمير تماثيل بوذا سنة 1997، وذلك قبل سيطرته على الوداى، وبعد سيطرة طالبان على وادى باميان سنة 1998 دمرت طالبان رؤوس التماثيل بحجة أنها مخالفة للشريعة الإسلامية.
وفى يوليو 1999 أصدر الملا عمر مرسوماً لصالح الحِفاظ على تماثيل بوذا؛ لأن السكان البوذيين فى أفغانستان لم يعودوا موجودين، وبذلك لم تُعد تعبد التماثيل.
عرض ضوئى لتمثالى بوذا
وفى سنة 2000 بدأ رجال الدين المتشددين فى أفغانستان حملة للقضاء على شرائح المجتمع الأفغانى غير الإسلامية، ثم حظرت طالبان جميع أشكال الصور والموسيقى والرياضة بما فى ذلك التليفزيون، وفقاً لما اعتبروه تفسيرا للشريعة.
وقال وزير الإعلام والثقافة فى طالبان جمال قدرة الله لوكالة أسوشيتد برس بقرار 400 رجل دين من مختلف أنحاء أفغانستان أن التماثيل ضد تعاليم الإسلام وذلك بالإجماع.
وجاء فى بيان صادر عن وزارة الشئون الدينية لنظام طالبان تبرير التدمير باعتبار التماثيل مخالفة للشريعة الإسلامية، ورأى عبد السلام ضعيف أن تدمير تماثيل بوذا أمر أخير لا رجعة عنه من قبل عبد الولى وزير الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وتم تدمير التماثيل بواسطة الديناميت من قِبل حركة طالبان خلال عِدة أسابيع مُنذ 2 مارس 2001، ونُفذت عملية التدمير على مراحل، فى البداية أُطلق على التماثيل مدافع مُضادة للطائرات ومدفعية، مما تسبب بضرر شديد لكن لم تدمر بالكامل، ثم وضعت طالبان الألغام المضادة للدبابات فى الجزء السفلى من التماثيل للتدمر التماثيل بشكل كامل.
فى 6 مارس 2001 نقلت صحيفة ذى تايمز عن الملا عمر قوله "يجب أن يكون المسلمون فخورون بتحطيم الأصنام، ويجب حَمد الله أننا قد دمرناها لهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة