بالوثائق.. كيف يخطط "داعش" للهروب من ضربات الجيش بسيناء؟.. تقارير أمنية ترصد محاولات التنظيم للهروب.. وتكليف هشام عشماوى بتأسيس "ولايات وهمية".. والداخلية تسقط 68 عنصرا بـ12 محافظة على رأسهم الشرقية

حصل "اليوم السابع" على تفاصيل الخطة التآمرية التى لجأ إليها تنظيم "داعش" بالتنسيق مع قيادات "بيت المقدس" فى مصر خلال الفترة الأخيرة للهروب من مناطق محافظة شمال سيناء، جراء سحق عناصره على يد القوات المسلحة منذ بدء العملية العسكرية لتعقب فلول الإرهاب.

الخطة التى رصدتها الوثائق المقدمة لعدة جهات قضائية، تضمنت محورين اعتمد عليهما التنظيم لمواجهة القبضة الأمنية القوية المفروضة على تحركات عناصره بمناطق سيناء، والأوكار المتآخمة للحدود المصرية الفلسطينية، للهروب خارج نطاق سيطرة قوات الجيش والشرطة، ومحاولة فك الحصار المفروض على أعضائها.

ووفقا للوثائق، تواصلت قيادات تنظيم "بيت المقدس" على رأسهم المدعو هشام عشماوى، مع قادة ميدانيين تابعين لتنظيم "داعش" خارج مصر، لمناقشة سبل مواجهة النجاح الأمنى الذى حققه الجيش المصرى، وسحقه لهم، وتدمير البنية التحتية للمجموعات التكفيرية بالشيخ زويد، وكافة مخازن الأسلحة والمتفجرات، التى تستخدمها العناصر الإرهابية فى تنفيذ الاعتداءات والهجمات المسلحة ضد قوات الأمن والمنشآت الحيوية.

واتفق القادة الإرهابيون على تكليف الإرهابى شادى المنيعى، بإدارة المجموعات التكفيرية الموجودة داخل محافظة شمال سيناء، وتقسيمهم لخلايا منتشرة بالمدن لشن عمليات انتحارية بالمفخخات تستهدف الحملات الأمنية المتعاقبة لملاحقة أعضائها المتورطين فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين وقوات الأمن، والإعلان عن ولايات إسلامية وهمية ببعض المناطق.

بينما تولى القيادى المكنى "سلمى المحاسنة" مهمة إنشاء معسكر خارج البلاد، فى مناطق الفوضى الأمنية بالمدن العربية، التى يسيطر عليها تنظيم داعش، لتدريب أعضاء "بيت المقدس" المصريين وإعدادهم بدنيا وعسكريا لتنفيذ المهمات الموكلة إليهم.

وبحسب الوثائق خطط تنظيم "داعش" لتشكيل خلايا نائمة بعدة محافظات، حتى يكونوا على استعداد تام لتنفيذ التكليفات الصادرة لهم عن طريق عناصر "بيت المقدس" فى سيناء، ونقل المعارك خارج نطاق محافظة شمال سيناء، لتخفيف الضغط عنهم من قبل القوات المسلحة والشرطة، التى نجحت فى تصفية العديد من قيادات الجماعة وعناصرها الإرهابية.

ونجحت الأجهزة الأمنية فى رصد تفاصيل المخطط التآمرى، ومن ثم بدأت فى ملاحقة المشتبه بهم الذين التحقوا بمعسكرات "بيت المقدس" خارج البلاد، وعادوا إلى مصر للانتشار فى 12 محافظة وفقا لتوزيعهم الجغرافى ومحال إقامتهم الذى رصدته أوراق القضية برقم 2 لـسنة 2016 جنايات شرق، حيث كشفت جهود التحرى عن كشف هوية 150 عنصرا بتلك المحافظات، تم إلقاء القبض على 68 إرهابيا منهم أحيلوا للمحاكمة.

المعلومات التى رصدتها الأجهزة الأمنية كشفت عن دخول المخطط حيز التنفيذ فى أغسطس 2014، عن طريق قيام التنظيم بتنفيذ عدة عمليات إرهابية خارج محافظة شمال سيناء، لتخفيف الضغط على العناصر المحاصرة بفضل النجاح الأمنى للقوات المسلحة.

وجاء على رأس العمليات الإرهابية التى نفذها التنظيم خارج محافظة شمال سيناء بعد اعتماد المخطط التآمرى، قيام عناصر "بيت المقدس" باستهداف قوة تأمين الطريق الساحلى بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، وأسفرت العملية عن اغتيال الرائد طارق محمد سامح مباشر، و4 من القوة المعاونة "أفراد الشرطة"، هم كل من: عبد الباسط عبد السلام دوجمان، ومحمد حسين محمد، وأحمد فؤاد كمال، ومحمود عبد ربه.

وتبين أن المتهمين أعدوا لتنفيذ العملية الإرهابية بنادق آلية ومسدسات وسيارتين، وانطلقوا بحثا عن أى تجمع أمنى لاستهدافه، وعندما شاهدوا الضابط "طارق مباشر" يستقل سيارة شرطة برفقة قوة أمنية، تتبعوها ثم فتحوا عليها النيران حتى ارتطمت بأسوار خرسانية فى الطريق، ومن ثم ترجلت العناصر الإرهابية للتأكد من مفارقة المجنى عليهم الحياة، وعقب ذلك أشعلوا النيران فى السيارة.

وقامت العناصر الإرهابية باغتيال النقيب كريم فؤاد، معاون مباحث قسم شرطة العلمين، والشروع فى قتل كل من، النقيب خالد عبد الجليل السيد الصاحى، ورقيب الشرطة بهاء محمد الزهيرى، بالقرب من بوابة ماريا بمدينة العلمين، عن طريق فتح النيران على قوة أمنية كانوا ضمنها.

وتلقت عناصر التنظيم تكليفات من قياداته بتنفيذ عملية إرهابية كبرى فى قلب العاصمة – محافظة القاهرة – واستقروا على استهداف وتفجير مبنى القنصلية الإيطالية بوسط البلد، ما أسفر عن تدمير المبنى، ومقتل المواطن ربيع شعبان عبد العال عبد العزيز، وإصابة 9 آخرين.

وفى سبيل تنفيذ العملية رصدت العناصر مبنى القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة للوقوف على مداخله ومخارجه، وعقب تأكدهم من إمكانية استهدافه، استقل أحد المتهمين سيارة محملة بحاويات معدنية ملئت بـ 300 كيلو جرام من المتفجرات المتصلة بدوائر كهربائية، ثم تركها بالقرب من المبنى، بينما قام متهم آخر كان يتمركز أعلى كوبرى 6 أكتوبر بتفجير السيارة عن بعد.

وتأتى محاولة اغتيال المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار تامر الفرجانى، ضمن أكبر العمليات التى خططوا لارتكابها إلا أنها فشلت بفضل اليقظة الأمنية، حيث توصلت العناصر الإرهابية المكلفة بتنفيذ العملية إلى السيارة المخصصة لتحركات "الفرجانى" ومن ثم جهز المتهمون عبوة ناسفة تم لصقها أسفل سيارته من قبل أحدهما، ثم انتظر فى مكان بعيد استعدادا لمغادرة المستشار وتفجير العبوة عن بعد.

ونفذت عناصر التنظيم عملية تفجير مبنى قطاع الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، عن طريق سيارة مفخخة بعبوات شديدة الانفجار بلغ حجمها 400 كيلو جرام، حيث تم تفخيخها بأحد الدروب الصحراوية بمنطقة الواحات، ثم قادها أحد المتهمين ووضعها بالقرب من المبنى المستهدف وعقب ابتعاده عنها قام عنصر التنفيذ بتفجيرها عن بعد.

كما استهدفوا قوات كمين مدينة السلام، حيث فتحوا النيران على رجال الشرطة ما أسفر عن إصابة 5 منهم: محمد طلبة إمام طلبة، و"محمد بيومى محمد" و"محمد سيد غريب، وحسين سعيد سيد مسعد" و"أحمد بدر سعد".