قالت وكالة سبوتينك الروسية، إنه رغم تأكيد جانيت يلين، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزى) فى خطابها الذى طال انتظاره أمس الجمعة أن الاقتصاد الأمريكى حقق زخما وباتت الظروف المواتية لرفع أسعار الفائدة، إلا أن تصريحاتها أرسلت موجة من الإحباط فى الأسواق، إذ لم توضح كيفية مواجهة المشكلات الحالية مثل تباطؤ النمو، وتراجع أرباح الشركات، والتضخم دون المستوى، وتقلبات بعض القطاعات فى سوق الدين المحلى.
زيادات تدريجية فى معدلات الفائدة
وفى كلمة بالاجتماع السنوى لمصرفيى البنوك المركزية عقد فى ويومنج، أشارت يلين إلى الزيادة القوية فى عدد الوظائف، متوقعة أن يقرر الاحتياطي الفدرالي زيادات تدريجية في معدلات الفائدة الرئيسية، وقالت في كلمتها:"نظرا إلى استمرار الأداء القوى لسوق العمل، وتوقعاتنا للنشاط الاقتصادى والتضخم، اعتقد أن ظروف زيادة معدلات الفائدة أصبحت أقوى خلال الأشهر الأخيرة".
تصريحات مبهمة ومربكة
واعتبر مراقبو الأسواق أن تصريحات الاحتياطي الفيدرالى هذا العام كانت مبهمة وأحيانا متناقضة وأربكت المستثمرين.
وأضافت وكالة "سبوتنك" الروسية، فى نسختها باللغة الإنجليزية، أن ممثلى العديد من البنوك المركزية حول العالم، وأكاديميين ومراقبين اجتمعوا الجمعة فى جاكسون هول بويومنج لمناقشة تطورات الاقتصاد العالمى والسياسات النقدية والمالية، ولمحاولة معرفة تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والانتخابات الأمريكية وجمود الأسواق الناشئة على التجارة العالمية والخدمات ورأس المال. لكن "يلين" لم تقل متى سيتخذ الفيدرالى الأمريكى قراره بشأن رفع سعر الفائدة، مما دفع المشاركون للتشكك فى إقدامه على هذا القرار.
توقع خاطئ
ويقول ثيرى ويزمان من مجموعة "Macquarie" بأستراليا، إن "كثيرين فى السوق توقعوا أن تشير (يلين) إلى سبتمبر (لرفع سعر الفائدة)، ولكن هذا كان توقع خاطئ"،مشيرا إلى أن رسالتها كانت "مجموعة كبيرة من اللا شئ"، متوقعا بنسبة 60% رفع سعر الفائدة فى ديسمبر، ثم رفعها مجددا مرتين فى 2017.
وأضافت الوكالة، أن تصريحات يلين عقدت توقعات النمو والاستثمارات للاقتصاد الأمريكى والعالمى، نظرا لأن تكاليف وتوفر السيولة النقدية غير معروف على المديين المتوسط والقصير، ناهيك عن المشاريع والأهداف طويلة المدى.
وتقول لاورا روزنر من فرع بنك BNP Paribas الفرنسى فى نيويورك، إن "هناك استعداد للتحلى بالصبر عندما يواجه الاقتصاد الصدامات، ولكن إذا كانت البيانات تؤكد الصدمات الغائبة، مثل تلك التى تحدث الآن، فيكون مناسبا رفع أسعار الفائدة تدريجيا".
من ناحية أخرى، رأى بعض الخبراء أن تصريحات يلين تزيد من ترجيح أن يقرر البنك زيادة معدل الفائدة المنخفض للغاية (0,25-0,50%) بنهاية العام، وذلك فى أول اجتماع له فى سبتمبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة