أحدثت فتوى سلفية، حول عدم جواز صرف الزكاة فى رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة أو بناء المساجد، جدلا واسعا، حيث أكد أزهريون عدم صحتها، مؤكدين إمكانية صرف بعض أموال الزكاة لبناء المساجد والأعمال الخيرية.
فى البداية افتى الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، بعدم جواز صرف الزكاة فى رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة ومرض فيرس "سى"، أو فى بناء المساجد.
وقال القيادى السلفى فى فتوته: "الزكاة لها مصارف مُحددة فى القرآن (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ)، والشرع حدد كل ما يخص الزكاة (أحكامها وأنواعها ومصارفها وكيفية توزيعها)، ولا يجوز صرفها فى أى مجال خارج عن الأصناف المحددة، ولا يجوز صرف الزكاة فى بناء مساجد أو مستشفيات وما إلى ذلك، لأن هذا يُعد صدقة وبرًّا وإحسانًا ولا يعد من الزكاة".
فى المقابل قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الزكاة هى حق للفقير فى مال الغنى، وهو حق مكتسب، ويجوز أن يقتطع المسلم جزءا من الزكاة فى التبرع لبناء المساجد أو ذوى الاحتياجات الخاصة، بجانب أن يكون الجزء الأكبر هو للفقراء.
وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن زكاة المال يبنغى أن تخرج مالا، وزكاة الحبوب والقمح والأرز ينبغى أن تخرج أُرزًا، ولكن لا يمكن أن تمنع أموال الزكاة عن بناء المساجد والأعمال الخيرة ولكن يجب أن تتضمن أيضا إخراج مال للفقراء لأنه حق للفقير من الغنى.
وفى ذات السياق قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه يجوز اقتطاع جزء من الزكاة فى بناء المساجد ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، وليس كل أموال الزكاة ينبغى أن تصرف للفقير فقط. وأضاف أن الزكاة يمكن إخراجها أموال كما يمكن إخراجها حبوبا، وليس شرط أن تكون حبوبا فقط.
وكانت دار الإفتاء المصرية أكدت أنه يجوز الإنفاق من أموال الزكاة على تهيئة المسكن للفقراء والمساكين، من خلال الأبنية البديلة للعشوائيات، ورفع كفاءة القرى الفقيرة، وفرش المنازل الجديدة للفقراء والمساكين، ورعاية الأطفال الذين يعيشون بلا مأوى؛ من خلال بناء دور الرعاية لهم وتجهيزها والصرف عليها من أموال الزكاة، وكذلك فى القيام بتدريب هؤلاء الأطفال وتعليمهم بهدف إيجاد فرص عمل لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة