الحرب على مصر واضحة، لا تحتاج إلى تبريرات أو تفسيرات لإقناع الساخرين من فكرة المؤامرة بأن مصر تتعرض لتضييق ومضايقة، وحرب من أطراف عديدة، ربما يكونون هم أحد شركائهم فى الداخل بما يروجون له من شائعات وأخبار سلبية، هدفها الأول والأساسى حرمان مصر من الاستقرار، وتقديم صورة للعالم بأن شوارع مصر ومؤسساتها مضطربة، فيضربون بذلك عدة عصافير بحجر واحد، يمنعون السياحة ويعطلون الاستثمار، ويصدرون صورة مضطربة عن دولة نجحت فى أن تخرج من نفق الفوضى الذى دخلته المنطقة، هم يسخرون من تعبير الحمد والشكر الذى يتداوله المصريون بأن القاهرة ليست مثل بغداد، أو دمشق أو طرابلس، يسخرون من ذلك وهم يعلمون فى قرارة أنفسهم أن نجاح الإدارة المصرية الحالية، والرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحفاظ على شوارع مصر مستقرة دون إرهاب، ودون اقتتال أهلى، إنجاز لا يمكن وصفه إلا بالبطولى والرائع، فى ظل مخطط كان يهدف إلى تحويل عواصم العالم العربى إلى نسخ شبيهة لبغداد ودمشق وطرابلس، هم يسخرون من ذلك وهم يعلمون جيدًا أن الحياة مهما كانت صعبة أفضل بكثير من تحول الشعب المصرى إلى لاجئين فى بلدان العالم، لا تسألهم هم، انزل إلى الشوارع واسأل إخوانك من السوريين أو الليبيين أو العراقيين المقيمين فى القاهرة، وسيخبرونك أن الاستقرار والأمن والوطن المترابط أغلى من أى شىء فى الوجود.
لا تلتفت إلى محترفى تصدير الوجه السيئ لمصر، ولا تهتم بهؤلاء الذين يستيقظون من نومهم لنشر الفزع على مواقع التواصل الاجتماعى بأخبار لا تمر اللحظة إلا ونكتشف أنها مجرد شائعات حقيرة، هدفها هز جدار الثقة القائم بين الدولة والمواطن، لا تهتم بهؤلاء الذين يبررون لعصام حجى والبرادعى وأهل تياراتهم المعارضة أى خطأ، وأى اختفاء وأى تكاسل، بينما لا يرحمون وزيرًا فى الحكومة، إن أخطأ فى تصريح أو تلعثم فى كلمة.
هؤلاء هم رأس حربة أعداء الوطن، يقيمون العزاء ويبكون فى ذكرى فض رابعة، وينقلون بغير علم ولا وعى قصص الإخوان المكذوبة عن الاعتصام ثم يصمتون، ويتجاهلون اعتراف أحمد المغير بأن الاعتصام كان مسلحًا، وأن استخدام السلاح من قبل ميلشيات الإخوان تم، يبكون على مجرمين حملوا السلاح فى اعتصام يهدد الدولة، ولا يذكرون شهيدًا واحدًا من شهداء الشرطة الأطهار الذين قتلوا على أيدى مجرمى الإخوان، يذكرون وينشرون قصصًا مكذوبة عن رابعة، وفى نفس الوقت يصمتون ولا يتكلمون عن قصة مثبتة بالصوت والصورة عن مجرمى الإخوان وهم يدمرون قسم شرطة كرداسة، ويعذبون ويسحلون الجنود الغلابة والضباط الأبرياء، يقيمون الدنيا على صورة لعسكرى اعتدى على متظاهر، ولكنهم لا ينشرون ولا يصرخون وهم يشاهدون سامية شنن وهى تسقى ضابط كرداسة ماء نار، بل ويدافعون عن وجودها فى السجن وكأنها بريئة.
الحرب واضحة منذ اللحظة الأولى لإفساد المخطط الدولى الهادف إلى تمكين الإخوان من مصر، لأنهم يعلمون أن حكم التيارات الإسلامية لم يترك الدول التى حكمها إلا وهى تعانى الخراب، ولكن بعضهم يكابر أن يعترف بما هو مثبت بالدلائل والصور والفيديوهات، وبعضهم يشارك فى تنفيذ مخطط نشر الفوضى فى مصر، بنشر الشائعات والفوضى، ولكنهم جميعًا لا يعلمون أن مصر أقوى وأبقى من كوابيسهم وأمراضهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة