وصل مسبار "جونو" أمس إلى أقرب نقطة له من كوكب المشترى، بعد دخوله إلى مداره حول كوكب المشترى، حيث تمكن المسبار من العبور على مسافة 4200 كم فوق القمم السحابية للكوكب، وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا للغاية، خاصة وأنه لم تتمكن أى مركبة فضائية من قبل من الوصول إلى هذه النقطة القريبة من الكوكب فى المرحلة الرئيسية لمهمتها، وقد قامت وكالة ناسا بتشغيل جميع أجهزة ومستشعرات جونو وكاميرات من أجل فحصل الكوكب العملاق، فيما تنتظر الوكالة الدولة أن يقوم المسبار بإرسال المزيد من الصور للكوكب خلال الأيام القليلة المقبلة والتى من شأنها أن تكشف مزيد من التفاصيل والمعلومات حول هذا الكوكب الغامض.
وصول جونو للمشترى"
وكان مسبار "جونو" قد وصل إلى نطاق جاذبية كوكب المشترى فى 5 يوليو الماضى، بعد رحلة بمسافة 2.8 مليار كيلومتر استغرقت 5 سنوات منذ انطلاقه من كوكب الأرض، ومن المنتظر أن يقترب المسبار بشكل أكبر من الكوكب ليصبح على مسافة 2600 ميل أى نحو 4000 كيلومتر من قمم سحب المشترى، وقبل وصوله، كان على المسبار تهدئة سرعته لكى يتمكن من الدخول لمدار الكوكب، وذلك بعد تشغيل محركه الرئيسى لمدة 35 دقيقة، لتقل سرعتها بمعدل 1212 ميلا فى الساعة، وصول إلى ما حدث أمس بعد اقتراب المسبار من أقرب نقطة له مع الكوكب، وقد دار المسبار حول قطبى الكوكب، محاولا تفادى أحزمة إشعاع الكوكب الأكثر خطورة، حيث كان يتم الدور الكاملة حول الكوكب فى 53 يوما ونصف اليوم، ومن المنتظر أن تقوم المركبة بتعديل مدراها فى شهر أكتوبر، بعد أن تنهى دورتين حول الكوكب، لتصبح فى مدار يجعلها تدور حول الكوكب مرة كل 14 يوما.
*مهمة المسبار:
ستقوم أجهزة الاستشعار بالمسبار بالنظر فى طبقات الكوكب المتعددة، وستقيس تكوينها ودرجة حرارتها وحركتها وغيرها من الخصائص الأخرى، بالإضافة إلى استكشاف احتمال وجود نواة صلبة فى قلب المشترى، وتقدير نسبة الماء، والأمونيا، والميثان فى جو المشترى ودراسة الحمل وترسيم الرياح فى جو المشترى، بالإضافة إلى تعيين مصدر المجال المغناطيسى للمشترى وإجراء قياسات على الغلاف المغناطيسى عند قطبيه.
*اهداف الرحلة:
تهدف مهمة جونو إلى كشف أسرار النظام الشمسى من خلال شرح أصل وتطور أكبر كواكبه، بالإضافة إلى حل سر الشفق المتوهج فى شمال كوكب المشترى، والذى أثار دهشة وحيرة العلماء عندما التقط تلسكوب هابل الفضائى صورة لشفق القطب الشمالى لكوكب المشترى، وكان هذا قبل أيام من وصول مركبة الفضاء "جونو" إلى مدار الكوكب فى عملية مراقبة، بالإضافة إلى فهم تكوين الكوكب تحت طبقات السحب الغازية التى تغطيه، فيما ستقوم الأجهزة التسعة الموجودة بالمسبار بقياس الانبعاثات الإشعاعية للأجواء العميقة للكوكب لمعرفة تكوينه، خاصة أن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت الغازات التى يتكون منها الكوكب مجتمعة حول نواة صخرية واحدة أم لا.
مسبار جونو:
تم إطلاقه من كوكب الأرض فى 5 أغسطس 2011، فى مهمة تكلفت مليارا و100 مليون دولار، بينما يبلغ مساحة المسبار حجم ملعب كرة قدم كبير، وهو مزود بدروع من التيتانيوم الذى يساعدها على تحمل الاصطدام بالصخور، بالإضافة إلى تحمل الإشعاعات القوية وانخفاض درجة الحرارة، حيث تعد هذه هى المرة الأولى التى ينجح فيها البشر إلى الوصول إلى كوكب المشترى،
نهاية رحلة "جونو"
من المفترض أن يجرى "جونو" فى نهاية رحلته هبوطا انتحاريا على سطح كوكب المشترى فى 20 فبراير 2018، وذلك خلال دورته الـ 37 حول الكوكب، وهى نفس الطريقة التى انتهت بها مهمة المسبار جاليليو 2003، وذلك لضمان عدم ارتطامه بالقمر "أوربا" وتلويث محيطاته بالمركبة الأرضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة