مع استمرار نقص العملة الصعبة فى مصر، وارتفاع عجز الحساب الجارى، واتجاه الدولة لتخفيض عملتها مرة أخرى لتشجيع الاستثمارات والحصول على قرض صندوق النقد الدولى، كثر الحديث عن "التعويم المدار" باعتباره حلا للوضع الاقتصادى الحالى، لاسيما وإنه نجح عام 2003 عندما طبقته الحكومة المصرية برئاسة عاطف عبيد، حيث سمح البنك المركزى للجنيه بالتحرك، لكنه استمر فى ضخ الدولارات فى النظام المصرفى للحفاظ على السيطرة على قيمته.
وأشارت وكالة "بلومبرج" الأمريكية فى تقرير سابق لها إلى أن هذه السياسة استمرت لأكثر من عقد، واستطاعت مصر وقتها جذب مليارات الدولارات لأسواق الأسهم وتمكنت من بناء احتياطى أجنبى 36 مليار دولار بحلول نهاية 2010، وانتهت السياسة فى ديسمبر 2012 عندما تبنى البنك المركزى نظام ترشيد الدولار.
ولكن ما هو نظام التعويم المدار وكيف يطبق حول العالم؟
التعويم المدار
التعويم المدار هو أن تترك العملة لقوى العرض والطلب ولكن تتحرك فى حدود محددة ارتفاعا ونزولا لا يجوز تجاوز هذه الحدود، وذلك خلال مدة زمنية محددة يحددها البنك المركزى، فعلى سبيل المثال، لا يسمح بتحرك سعر العملة أمام الدولار إلا بمعدل معين. فالفرق بين نظام التعويم والتعويم المدار هو أن السوق فى نظام التعويم يتحكم فى سعر صرف العملات دون تدخل من سلطة البنك المركزى أما فى التعويم المدار، فيضع البنك آلية معينة تساعد فى حفظ توازن السوق.
الدول التى تطبق التعويم المدار
تقول صحيفة "نيكى" اليابانية إن الكثير من الدول تتجه الآن لتبنى نظام التعويم المدار، لاسيما وإن عددا من الدول الناشئة يحاولون حماية عملاتهم من التقلبات المتزايدة التى تتسم بها أسواق العملات الأجنبية بسبب تدابير التيسير النقدية التى تتبعها الدول المتقدمة .
وتضيف الصحيفة أن 82 دولة ومنطقة بدأت تستخدم هذا النظام عام 2013، أى ما يعادل 43% من جميع الدول، بعد أن كان 35% من الدول تستخدمه فى 2009، مما يعنى أن المزيد من الدول تستخدم هذا النظام أكثر من نظام التعويم الحر، وذلك وفقا لاستطلاع أجراه صندوق النقد الدولى على 191 دولة ومنطقة فى 2014.
واعتبرت صحيفة "نيكى" أن نظام التعويم المدار يمثل أرض وسط بين نظام التعويم الحر وبين النظام الثابت، ومن بين الدول التى تطبقه الصين، التى ربطت تحركات عملتها بمعدل محدد.
وكشف الاستطلاع أن 65 دولة منطقة، منهم الدول الصناعية مثل اليابان وأمريكا والكثير من الدول الأوروبية يستخدمون نظام التعويم الحر، ليمثلوا بذلك 34% من العدد الإجمالى، وهذا يمثل تراجعا عن عام 2009 عندما وصلت النسبة إلى 42% أو 79 دولة ومنطقة.
ومن الدول التى تطبق نظام التعويم المدار، جورجيا ورومانيا والصين وسنغافورة وماليزيا وتايلاند والأرجنتين وأندونيسيا والهند والجزائر والمغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة