عادل السنهورى

الغيرة من عبدالله الغرير

الأربعاء، 03 أغسطس 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل رجال الأعمال فى مصر لا يشبهون رجال الأعمال فى الإمارات..؟
إذا كانت الإجابة بديهية بأن «البيزنس» يتشابه فى أماكن كثيرة من العالم، فلماذا لا يتشابه أيضًا فى التبرع والتنازل عن الثروة أو جزء منها لصالح مشروعات قومية أو لدعم التعليم والصحة.

مناسبة السؤال هى ما أعلنه رجل الأعمال الإماراتى المعروف عبدالله الغرير مؤخرا بإيقاف ثلث ثروته لدعم التعليم فى الإمارات وتقدر بـ4.2 مليار درهم أى أكثر من 10 مليارات جنيه مصرى.

ووجه له الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشكر والتحية، وأثنى على مبادرة الغرير، التى حددت بوضوح منذ البداية مجالات وقفه فى دعم التعليم والمعرفة والابتكار، «وهى أهم ما يحتاجه العالم العربى اليوم»- كما قال الشيخ محمد فى تغريدته على تويتر.

الغرير لن يكتفى فقط بدعم التعليم فى بلاده، وإنما أيضا بالتكفل بالإنفاق على 15 ألف طالب جامعى عربى.

الخبر كان مفرحًا ومبهجًا لى.. والسبب أن رجل أعمال لديه اهتمام كبير بقضايا أمته، ويثبت ذلك بالتبرع بنصف ثروته لقضية من أهم قضايا الدول العربية، وإحدى أخطر أزماتها المزمنة وهى قضية التعليم.

مثل هذه المبادرات الإنسانية الشجاعة من رجال الأعمال تعكس صورة إيجابية للغاية لدى الرأى العام فى أى دولة عربية عن أصحاب المال والأعمال وتخفف كثيرا من الشعور بالفجوة الطبقية والاجتماعية والانتقاد الدائم لرجال الأعمال بأن لا هم لهم سوى جنى الأرباح وجمع الأموال.

نحن فى مصر فى أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات من جانب رجال الأعمال المصريين.

أعرف أن هناك البعض منهم يقوم بمبادرات اجتماعية وإنسانية كثيرة. لكن يبقى الإعلان عن مبادرة كبرى بالتنازل عن جزء من الثروة لصالح قضية التعليم والصحة مثلا مثلما فعل الغرير.. فلنتصور أن حوالى 20 أو 30 رجل أعمال من الكبار فى مصر تبرعوا بربع الثروة لدعم التعليم والصحة، كيف سيكون الحال وحجم الأموال، التى سيتم تخصيصها لتطوير القطاعين إلى جانب المخصصات المالية لهما فى الميزانية العامة للدولة.

فهل يفعلها كبار رجال الأعمال فى مصر؟.. ولو من باب «الغيرة» من الغرير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة