أجمع نقاد ومتخصصون على أن هناك إهمالا كبيرا تسبب فى تراجع مسلسلات الرسوم المتحركة، التى كانت لها قاعدة شعبية عريضة سواء من الأطفال أو الكبار، خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية، حتى بدأت القنوات الفضائية فى الظهور على الساحة الإعلامية، وركزت على التوك شو وبرامج المسابقات والغناء والفن والرياضة، لتتراجع الأعمال الموجهة للأطفال .
وائل سعد رئيس تحرير بنات وولاد
وائل سعد زعيم "جمهورية العيال" ورئيس التحرير السابق لبرنامج "بنات وولاد" على قناة النهار قال لـ"اليوم السابع" إن مسلسلات الكارتون المصرية تكون محلية، وترتبط بالطفل الموجود فى مصر فقط، وترتبط بالحقبة الزمنية الخاص به، أما المسلسلات الأجنبية العالمية، فتصلح لأى بيئة ولأى وقت، إلى جانب الآلة الإعلامية مختلفة من مسلسلات الكارتون المحلية والعالمية، وأيضا الاختلاف على مستوى الدوبلاج، فكان لدينا مركز "الزهرة" ومقره دمشق المتخصص فى دبلجة المسلسلات اليابانية بلغة عربية "عبقرية" فانتشرت أعمالهم على مستوى العالم العربى.
وأضاف سعد أن اليابانيين لديهم فكرة مختلفة فى مسلسلات الرسوم المتحركة، لأنهم يعملون على فكرة المؤسسة وليس المنتج، فعلى سبيل المثال، مسلسل "كونان" من السهل أن يعطى الوطن العربى 500 حلقة بـ"بلاش" فى مقابل، أن يقوم بتسويق منتجاته طول فترة عرض مسلسله بالمنطقة العربية، مثل أن يطرح بالأسواق أقلاما عليها صورة كونان وغيرها من المنتجات، فشخصيات الكارتون لديهم تعتبر "إعلانا" وليس كارتون فقط.
وأكد سعد أنه ليس لدينا تركيز على فكرة الكارتون، لأن المنتج يريد المكسب السريع والمباشر، فالبيع يتم قبل الإنتاج، والجهة الوحيدة التى كانت تشترى فى السابق كان التليفزيون المصرى، ولذلك عرفنا من خلاله مسلسلات كابتن ماجد وبوكميون وغيرها.
وتابع سعد: لدينا أزمة كبيرة فى فكرة حقوق الملكية الفكرية، فنرى جميعا كيف يظهر بكار وكرومبو كـ"فوانيس" فى رمضان، دون الرجوع لمبتكر الشخصية إذا عرف.
بكار
وقالت الناقدة ماجدة موريس: القطاع الخاص حاليا هو الذى يقوم بهذه المهمة من خلال ظهور بعض البرامج التى تخاطب الأطفال على القنوات الفضائية، ولكن لا تهتم الفضائيات بإنتاج مسلسلات كرتون ناجحة على غرار كابتن ماجد ومازنجر وليس فى قائمة اهتماماتهم، وأضافت أن تجربة بكار وبوجى طمطم كانت ناجحة خاصة بكار طفل النوبة الذى كان يعبر عن قاعدة عريضة من المجتمع وهو صناعة مصرية خالصة، ومن الصعب أن القطاع الخاص بتبنى هذه الفكرة، خاصة من هذا النوع لأنه يحتاج منتجا جريئا وجهازا كبيرا يدعمها، خاصة أن العائد المادى هو الهدف الأساسى الذى تفكر فيه الفضائيات.
وأوضحت موريس أن كابتن ماجد كان يضرب أمثالا للأطفال كثيرا، ويساعدهم على التفكير. والمجتمع الآن يحتاج لأفكار تناسب الطفل ولا تحتاج إلى أن تقفز بفكره أكثر من اللازم، وأشادت ماجدة موريس بتجارب مسلسلات الكرتون الدينية مثل مسلسل قصص الإنسان فى القرآن وقصص الحيوان فى القرآن وقصص الأنبياء، وقالت إن بعض الأطفال أحبوها خاصة أنها تتحدث عن مخلوقات الله وهى قصص مهمة للأطفال.
من جانبه قال الناقد السينمائى طارق الشناوى إن عدم وجود اهتمام من الدولة ومؤسساتها بثقافة الطفل أدى لعدم الاهتمام بإنتاج مسلسلات تخاطبه، ووصف التجارب التى تقدم حاليا على القنوات الفضائية بأنها غير موفقة.
سلام دانك
وأوضح الشناوى أن مسلسل بكار يختلف عن باقى مسلسلات الكرتون لأنه شخصية مصرية، وحظى باهتمام الأطفال والكبار، أما مسلسل بوجى وطمطم فكان من أعمال الفنان "رحمى"، وكان عملا ناجحا من خلال فن العرائس ولكن لا نستطيع إنكار الشعبية التى حققها مسلسل كابتن ماجد على المستوى العربى والمصرى، حيث قدمه صناعه بلغة تسمى اللغة الثالثة بمعنى أن هذه اللغة يفهما جميع البلد العربية. وأضاف أن مسلسلات قصص الإنسان فى القرآن وقصص الحيوان فى القرآن وقصص الأنبياء كان لها دور كبير فى توصيل أفكار مفيدة للطفل، قائلا: "إنه يجب على الدولة الاهتمام بمسلسلات الأطفال من خلال تقديم أعمال هادفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة