أثار تصريح رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس الكثير من الانتقادات بعدما قال أن تمثال ماريان العارى الصدر يمثل فرنسا أكثر من الحجاب، حيث يعد أحدث تصعيد للخلاف السياسى فى أزمة حظر البوركينى، بحسب ما ورد بصحيفة الجارديان البريطانية.
وجاء تعليق فالس خلال خطابه، يوم الاثنين الماضى، عندما صرح بأن "ماريان لديها صدر عارى لأنها تغذى الناس، وهى ليست محجبة لأنها حرة. هذه هى الجمهورية".
ودافع فالس قبل أيام عن حظر البوركينى واصفًا زى السباحة الشرعى بأنه "رمز لاستعباد النساء".
ولكن استدعاءه للتمثال كرمز لفرنسا بينما الحجاب لا يمثل الدولة قد انقلب عليه بعدما أثارت تصريحاته سخرية من مؤرخين وحركات نسائية بفرنسا أعربوا عن رفضهم لتعليقات فالس فى تغريدات ترجمت بعضها صحيفة الجارديان.
ونعتت ماتيلد لارير - وهى مؤرخة للثورة والمواطنة الفرنسية- فالس بالمختل بسبب تشبيهه، وذلك من خلال سلسلة تغريدات، حيث علقت بالقول إن تمثال ماريان لديه ثدى عارى لأنه رمزاً وتلميحًا كلاسيكيًا.
كما قالت وزيرة الإسكان الفرنسية السابقة سيسيل دوفلو أن ثناء فالس على ثدى ماريان العارى يعطى مؤشرًا على تبنى السياسيين الفرنسيين الذكور لوجهة نظر مؤسفة عن النساء.
وأصبحت شخصية ماريان رمزًا رسميًا للجمهورية الفرنسية فى عام 1848 بعد سقوط النظام الملكى، ويتم عرض تمثال لها فى أماكن عديدة بفرنسا، وقد أشار العديد إلى أن ماريان كانت ترتدى قبعة فريجية وهى قبعة مخروطية الشكل، لينة ومسحوبة إلى الخلف وتم تصوريها فى أشكال مختلفة إما مكشوفة أو مغطاة الثدى.
وقد تم منع عدد من النساء الذى يرتدون المايوه الشرعى المعروف بـ"البوركينى" من دخول عدة شواطئ فرنسية على خلفية قرار بحظر الزى، وهو الذى دفع الكثير من النشطاء باتهام فرنسا بالعنصرية ضد المسلمين وتقييد حريات النساء.
وعلى الرغم من إلغاء المحكمة العليا بفرنسا لهذا الحظر باعتباره انتهاكًا للحريات الشخصية، إلا أن الكثير من المدن لازالت مستمرة فى تطبيقه، بينما تعهد اليمين الفرنسى باستكمال محاربته ضد الزى.
ورحبت الأمم المتحدة بقرار المحكمة بعد أن وصفت قرار الحظر بالرد الفعل الغبى الذى يزيد من التعصب الدينى ووصم المسلمين، ولا سيما النساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة