صبرى الديب

ليبيا المختار تذرف دمًا

الجمعة، 05 أغسطس 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للأسف.. عاد الليبيون من جديد لتصديق وهم الوعود الأمريكية والغربية، بتطهير بلادهم من الظلم والطغيان، وإحلال الديمقراطية وحقول الإنسان، والموافقة على تدخل أمريكى جوى فى سرت، بدأته القوات الأمريكية فى منتصف الأسبوع الماضى، بمباركة المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فايز السراج.

ولعل الغريب فى أمر موافقة حكومة الوفاق، التى لا تحظى حتى الآن بأية شرعية أو تفويض شعبى، ولم يعترف بها البرلمان الليبى، ومازالت تقيم فى قاعدة بحرية، ولم تستطيع حتى مجرد تأمين نفسها للانتقال لإدارة الأمور من داخل العاصمة طرابلس، أنها لم تستوعب أمر المؤامرة التى تعرضت لها بلادهم بتدخل قوات الناتو فيها بشكل مباشر فى التاسع عشر من مارس عام 2011 بزعامة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، والتى نجحوا خلالها من تكبيد البلاد فاتورة ضخمة بلغت 67 مليار دولار، تم خصمها بشكل مباشر من أموال الشعب الليبى المجمدة فى الخارج، والتى كانت تبلغ بعد سقوط نظام القذافى ما يزيد عن 120 مليار دولار، تم تقليصها بعد خصم فاتورة التدخل الأمريكى الغربى إلى 53 مليار دولار.

والتى أؤكد أنه لن يهدأ للأمريكان ولا للغرب بال حتى يتم السطو على تلك الأموال بالكامل، وهو السر وراء الإصرار الأمريكى والغربى على تمرير حكومة الوفاق الوطنى بزعامة السراج، لإيجاد سلطة تابعة تمنحهم صك التدخل فى ليبيا من جديد، وكان لهم ما أرادوا.

فلا أدرى كيف لحكومة تدعى أنها وطنية، وتوافقية، وشعبية، أن تعود وتمنح الحق لأمريكا والغرب فى التدخل فى بلادهم، رغم علمهم يقينا بأن هدفهم (الفاتورة) وأنهم كانوا السبب المباشر فى تحويل ليبيا إلى (لا دولة) تسيطر عليها المئات من الميليشيات المتطرفة من داعش والقاعدة وغيرها، على الرغم من أنه لم يكن لتلك المليشيات مكان على أرض المختار قبل 17 فبراير 2011.

ولعل الأغرب فى الأمر، أن السراج وحكومته الذين منحوا صك التدخل للقوات الأمريكية فى ليبيا من جديد، تحت ذريعة محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" فى سرت، هم أنفسهم الذين اعترضوا وملأوا الدنيا ضجيجًا منذ أيام، اعتراضًا على وجود قوات فرنسية خاصة على الأرضى الليبية، معتبرين وجودها انتهاكًا للسيادة الوطنية.

أؤكد أن الغارات الأمريكية لن تستهدف مليشيات الدولة الإسلامية فى سرت، وأن ضرباتها لن تختلف عن ذات الضربات التى توجهها لتلك المليشيات فى كل من سوريا والعراق منذ سنوات.

وأنها كما أوجدت حضانات صحية لتلك المليشيات فى كل تلك البلدان، لتنمو وتتوسع وتتضخم من أجل تحويلها جميعا إلى (لا دول) لا حكم فيها إلا للفوضى، ولا لون فيها إلا الدم، ولا صوت يعلو فيها فوق صوت السلاح، من أجل سلب ثرواتها، والسيطرة على منابع النفط فيها، أؤكد أن أمريكا والغرب سوف يظلون يدعمون ذلك النهج فى ليبيا، ما دام هناك أموال مجمدة لم يتم استنزافها، وما دام هناك نفط يخرج من تحت التراب، وستظل (بلد المختار تزرف دما) بصكوك شرعية يمنحها لهم العملاء من الذين دخلوا البلاد على ظهور دبابات الناتو فى مارس 2011.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة