وائل السمرى

نسجن المثقفين ونترك الدجالين

الجمعة، 05 أغسطس 2016 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتسم، أو اصرخ، اكتئب أو اضحك، افعل كل شىء وعكس كل شىء، شد فى شعرك حتى يحسبك الناس مجنونا، قف فى الشارع عاريا وابدأ فى تنظيم المرور، لم الأوراق المنثورة فى الشارع وادخلها فى ملابسك وكأنها أموال غالية، اجمع أكبر قدر من الطوب وابدأ فى إلقائه على الناس فى الشوارع والسيارات، افعل أى شىء جنونى، وأعلن الخبل شعارا عاما فى حياتك، فالأحداث فى مصر الآن لا يستوعبها عقل سوى، وما نراه يوميا كفيل بأن يضمن لمستشفى الأمراض العقلية توريد عشرات المصريين كل طلعة شمس.

هنا العجب العجاب، ويبدو أن المسؤولين المصريين قد قطعوا عهدا على أنفسهم بأن يفعلوا العجب حتى يتعجب العجب نفسه وينهار المتعجبون، ومن لا يصدقنى فليقرأ تصريحات السيد أسامه هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، ورئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى فى آن واحد، التى قال فيها عبر موقع «برلمانى» إنه، بصفتيه التنفيذية والنيابية، لا يستطيع أن يغلق القنوات التى تبث إعلانات الدجل والشعوذة، لأنه لا توجد تشريعات تمكنه من هذا.!!

لم يقل لنا «هيكل» كيف تستغل هذه القنوات أو هذه الأقمار مدار النايل سات رغما عنا، وكيف نقف مكتوفى الأيدى أمام هذه الظواهر المخربة، وكيف نتكاسل عن إصدار التشريعات المناسبة لمجاربة مثل هذه الجرائم التى تخرب العقل المصرى، وكيف لا نحاصرها بحظر تليفوناتها واتصالاتها، ومداهمة مقراتها، وسجن المشاركين فيها، وكيف نقف مكتوفى الأيدى أمام هذا الظلام الذى يستنزف عقول المصريين وجيوبهم على حد سواء، لنضحى فى النهاية بمليارات الجنيهات التى تذهب إلى جيوب المشعوذين والدجالين فتزيدهم ثراء وتزيد المخدوعين فقرا بدلا من توجيه هذه المليارات إلى السوق المصرية فتنعش الاقتصاد وتبدد ركود الأسواق.

هذا هو حالنا للأسف، نجتهد فى سجن المثقفين، ونلوى عنق القانون والدستور لكى نقدم المثقفين إلى المحاكمة، فيمكث هذا عاما، ويمكث هذا عامين، وهذه ثلاثة، بينما نقف مكتوفى الأيدى أمام المشعوذين الدجالين الذين يخربون العقل ويدمرون الاقتصاد، ويعيثون فى القنوات الفضائية فسادًا، ليفرح المجتمع بسجن إسلام البحيرى وأحمد ناجى والحكم على فاطمة ناعوت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة